|
رؤيـة وما تؤكده المصادر الأثرية والتاريخية بأن موقعها يعود إلى آلاف السنين وربما بدء الخليقة، وإذا كان رأس مالها الحيوية والتاريخ فإن أخطر ما يهددها استهداف ذاكرتها وآثارها وكنوزها، وهو الخطر الذي استشعره المثقفون السوريون في القرن الماضي وفي مقدمتهم الأستاذ محمد كرد علي إذ طالبوا وقتذاك بتأسيس دائرة للآثار حفاظاً عليها، وتم تخصيص إحدى غرف مبنى (المدرسة العادلية) لتكون مقراً لمتحف دمشق الذي لم يكن موجوداً قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث أخذت العائلات آنذاك تهدي ما لديها من آثار وتحف ونفائس لتشكل هذه الهدايا نواة مجموعات متحف دمشق والذي كان في البداية عدد زائريه محدوداً ثم تضاعف كثيراً وكل ذلك بسبب الجهود الكبيرة التي بذلها المؤسسون للمديرية العامة للمتحف بتشييد مبنى خاص صوناً لآثار بلادهم من الضياع، لكن ماذا لو كان هؤلاء بيننا اليوم ورأوا المعاول تمتد لتهدم ما سعوا للحفاظ عليه خلال قرن من الزمن، وتعمل تخريباً ونهباً في مواقع التراث العالمي السورية لتتخذها أوكاراً تتمركز فيها؟ ماذا لو شاهدوا المجموعات الإرهابية المسلحة وهي تعيث فساداً في معظم المناطق الأثرية؟، وماذا عن اليونسكو المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة والمسجلة دمشق في قائمة تراثها العالمي بوثيقة رسمية منذ عام 1979؟ وأين هي قوانين الحماية الدولية للآثار والاتفاقيات والمواثيق والاعلانات الهادفة إلى حماية التراث الثقافي والممتلكات الثقافية؟!. وأخيراً ماذا عنا نحن الذين نعلم بأن من يدمر ماضيه يدمر مستقبله وإلامَ ستبقى مثل هذه الجرائم الجسيمة التي ربما نطق لفداحتها حتى الحجر متسائلاً حتامَ ستبقى مسألة فيها نظر؟. |
|