|
عين المجتمع في هذا العيد .. لن تنتاب الحيرة ربات البيوت في أي الألوان سيلون حبات البيض رمز الخصب و الربيع .. و أي الرسوم ستدخل البهجة لقلوب الأطفال .. و لن تزين المزركشات الملونة الموائد ، و ستفتقد الأطباق لأطايب الحلويات ، و ستخلو خزائن العيد من ثياب الفرح العارم ، و ستُملأ الأقداح بقهوة العزاء المر ، إنه عيد الفصح كما أراده أعداء الوطن ، عبثوا به فأفرغوه من محتواه .. و جردوه قسراً من ردائه الأبيض الطاهر .. أصدروا فرماناتهم بأن تتشح أعيادنا على الدوام بأثواب الحداد .. و أن تنعق الغربان بأنشودة الخراب عوضاً عن تراتيل الوئام و المحبة و العدالة التي نادى بها السيد المسيح عليه السلام ، و أن يعلو دوي طلقات الرصاص على جلجلة أجراس العيد و عبارات المعايدة ، و أن تحُمل أدوات الموت و الدمار عوضا عن الشموع و أغصان الزيتون و الغار .. لم تسلم الأعياد من حقدهم و كراهيتهم ، و لم تبرأ القلوب بعد من تراكمات الأحزان على وطن موجوع و أخوة مصابين ، و لكن كما أتى المسيح بالمحبة و السلام و انتصر على آلام الموت .. ستنهض سورية من آلامها ، و ستنتصر على من أراد لها الانكسار ، و نحن أبناء سورية .. مسلمين و مسيحيين .. أخوة يجمعنا الحب و التسامح ضمن عائلة سورية واحدة متلاحمة , ستتحد قلوبنا بالدعوات في القداديس و الصلوات ، بأن يكون الفرج قريباً .. و أن يعم الأمان مساجدنا و كنائسنا ، لتبقى سورية بحماية الله ورعايته .. |
|