تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاندفاعة الأميركية نحو الارهاب ..

نافذة على حدث
الأربعاء 25-5-2016
فؤاد الوادي

لا تبدو الإدارة الأميركية بسلوكها الحالي القائم على التصعيد والتسعير وتجاهل كل القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض، لا تبدو وكأنها تندفع وحدها نحو المجهول،

بقدر ما تبدو وكأنها تدفع المنطقة والعالم معها الى عمق الهاوية التي قد تبتلع جميع الأطراف وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي تصر على دعم الإرهاب كورقة أخيرة لا تزال تراهن عليها من أجل إنقاذ مشروعها الاستعماري في المنطقة، ونسف كل الحوامل والقواعد الجديدة التي خلقها صمود الدولة السورية وحلفاؤها في الميدان، وصولا نحو إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبيل امتلاك دمشق وحلفائها لزمام المبادرة وإلحاق الهزائم المتكررة بأطراف الإرهاب الذين باتوا عاجزين عن التقدم قيد أنملة رغم كل تلك الهستيريا والجنون المنظم على مختلف الجبهات.‏

الولايات المتحدة ورغم محاولاتها المحمومة للإيحاء أمام المجتمع الدولي بأنها تجهد للبحث عن حلول سياسية تقارب من جهة التطورات المتلاحقة في الميدان، وتحاكي من جهة أخرى التفاهمات والاتفاقات الأميركية الروسية، إلا أنها لا تزال خارج سياق المصداقية والموضوعية وبعيدة كل البعد عن العمل الجاد والحقيقي في البحث عن حل سياسي يوقف النزيف المتدفق بغزارة نتيجة سلوكها المترنح والغامض مع حلفائها وأدواتها ومرتزقتها.‏

ضمن هذا السياق القلق والمتلون يمكن قراءة المرحلة المقبلة، حيث صيرورة الاحداث تبدو رغم عناوينها العريضة والفضفاضة ورغم تفاصيلها المتشعبة تارة والمعقدة تارة اخرى أوضح ما تكون، بل أبلغ في ارهاصاتها الى التأكيد على أن الأيام والاسابيع القادمة بقدر ما ستكون حافلة بمزيد من التصعيد الهستيري لأطراف الإرهاب وداعميه، بقدر ما ستكون حاسمة في لجم وسحق المشروع الأميركي برمته.‏

الإشكالية التي تتدحرج بشكل متسارع مع كل نوبة جنون وهستيريا للإرهاب، هي في عودة الولايات المتحدة مجدداً الى تيه البحث المضني عن حلول مبتكرة للازمة السورية قوامها وبنيتها الأساسية ابتزاز واستنزاف الدولة السورية التي لا يزيدها ذلك التصعيد إلا إصراراً على محاربة الارهاب واقتلاعه من جذوره.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية