|
إضاءات تدّعي محاربة الإرهاب في المنطقة وتشكل حلفاً ستينياً ضد تنظيم داعش الإرهابي كما تدّعي أيضاً زوراً وكذباً محاربة تنظيم القاعدة المتمثل بتنظيم النصرة الإرهابي في سورية، وتساهم في إصدار قرار من مجلس الأمن يصنف داعش والنصرة كتنظيمين إرهابيين ومن الواجب محاربتهما ومكافحتهما حتى القضاء عليهما. لكن هذا شيء... والواقع شيء آخر في السياسة الأميركية فالادعاء بمحاربة الإرهاب لا يعني الالتزام به أو العمل على تنفيذ ما يتم الاتفاق بشأنه، وما يحصل من خرق يومي لاتفاق وقف العمليات القتالية دليل عملي على ما تدعيه واشنطن ولا تلتزم به، فالعصابات الإرهابية «معتدلة واشنطن» تتلطى خلف تنظيم النصرة الذي استفاد من وجوده في المناطق المختلطة مع المجموعات الإرهابية الأخرى التي لم تغير ولم تتغير، وأفعالها وأعمالها الإرهابية ما زالت واستمرت، ولكنها غيرت في الأسلوب والأدوات فقط بناء على النصيحة الأميركية لحلفائها ووكلائها بالمنطقة في كيفية تنظيم وضبط إيقاع الإرهاب والاستفادة من حالة اللا حل التي تفرضها ظروف وقف الأعمال القتالية وإدخال السلاح والدبابات والمسلحين عن طريق تركيا، وكذلك تعطيل وتسويف الحل السياسي الذي دل عليه بيان فيينا في اجتماعه الأخير. واشنطن تسعى إلى تكريس حالة المراوحة في المكان وإبقاء الوضع على ما هو عليه والتهرب من فرص إيجاد الحل السياسي في سورية والابتعاد كثيراً عن ذلك بأي شكل وأي وسيلة كانت، وكلما حاولت موسكو دعوة واشنطن إلى محاربة الإرهاب تهربت وتذرعت بأنها لا تنسق مع موسكو في ذلك، وأنها تحارب الإرهاب على طريقتها. إنها فعلاً تحارب الإرهاب على طريقتها، فهي وفق طريقتها ترغب في استمرار الإرهاب وتروج لمقولتها بأن محاربته والقضاء عليه تحتاج إلى عشرات السنين، وهي بالحقيقة تعمل على استمرار تمدده في المنطقة وزيادة فرص بقائه أكثر من محاربته أو القضاء عليه، وأقصى ما يمكن أن تقوم به هو محاصرته في مناطق نفوذ تحددها هي لخدمة مشروعه التقسيمي في المنطقة واستمرار الخراب والدمار للاستثمار فيه في البازار السياسي. |
|