تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رغم خسارته في النمسا.. شعبية اليمين المتطرف تثير هلع الأنظمة الأوروبية

صفحة أولى
الأربعاء 25-5-2016
ترجمة دلال ابراهيم

تناولت الصحافة الفرنسية الصادرة أمس ظاهرة هلع الأنظمة الأوروبية من تنامي ظاهرة اليمين المتطرف فقالت: لعل أبرز ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في النمسا هو اكتساب اليمين المتطرف زخماً كبيراً في أوروبا، الأمر الذي ينذر بتنامي النزعة العنصرية في أرجائها كاملة.

وكانت تلك الانتخابات قد سجلت في جولة الإعادة فوز المرشح النمساوي من أصول روسية المدعوم من حزب الخضر فان دير بيلين بنسبة 50,3% من الأصوات بفارق ضئيل عن منافسه من حزب الحرية اليميني المتطرف نوربرت هوفر والذي حصل خلال الجولة الأولى على35% من الأصوات مقابل 21% لمنافسه دير بيلين، وقد جاء هذا الفارق بعد فرز الأصوات عبر البريد التي أثارت الشكوك حول إمكانية حصول تلاعب فيها.‏

صحيفة لومانيتيه الفرنسية اعتبرت أن دير بيلين لم يخرج من تلك الانتخابات بالأفضلية، وإنما مَن صوت له فإنما صوت ضد اليمين المتطرف. هذا وقد أنعشت تلك النتائج التي سجلها اليمين المتطرف في النمسا آمال أصحاب الفكر اليميني المتطرف في الدول الأوروبية والذين رؤوا فيها «شكلاً من أشكال التمرد الديمقراطي أصاب القارة الأوروبية»، بينما دعت رئيسة تحرير صحيفة بروفيل إلى عدم الاستهانة بتلك النتائج، وكتبت في افتتاحيتها أن حصول اليمين المتطرف في أوروبا على تلك النسبة العالية من الأصوات يمكن أن يكون الإنذار الأخير قبل أن يصبح هذا اليمين المتطرف قادراً على الاستيلاء على السلطة في أوروبا، ولا سيما بعد الخرق الذي سجله في الانتخابات الإقليمية الألمانية والانتخابات التشريعية السلوفاكية وكذلك اتساع شعبية الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية . حيث أظهرت هذه الانتخابات أن مشاعر كراهية الأجانب والانعزالية لها حصة كبيرة لدى الشعوب الأوروبية، وتلك مسؤولية يتحملها الاتحاد الأوروبي والذي يجب أن يتوقف عن اتباع سياسات التقشف والسلطوية .‏

من جانبها دعت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أولئك الذين أبهجتهم ورحبوا بنتائج الانتخابات النمساوية - وهم بالتأكيد سرعان ما سوف ينسون اسم رئيسها الجديد الفائز - ينبغي أن ينتبهوا أن الفارق كان ضئيلاً بين مرشح اليسار ومرشح اليمين وأن مرشح اليمين نوربرت هوفر وعد ناخبيه بأن هذه الانتخابات هي « بمثابة استثمار للمستقبل « وأولئك المهتمين بمتابعة ما يجري في أعماق القارة العجوز عليهم الاستمرار في متابعة ما يجري.وينتهي كاتب المقال إلى القول أنه ليس مصادفة أن تكون النمسا في وسط أوروبا فهي البوتقة لكل ما يجري في تلك القارة .‏

وركزت صحيفة لوموند في تعليقها على نتائج الانتخابات النمساوية على قضية الشكوك في التلاعب في نتائج فرز أصوات الناخبين عبر البريد وفترة الإعلان عنها، في دفاعها عن نزاهة تلك النتائج، وتقول لم تكن تلك القضية لتثير الشكوك لو كان الفارق في الأصوات واسع بين المرشحين، وأن الناخبين عبر البريد هم تقليدياً من أولئك الذين لا يحبذون اليمين المتطرف في النمسا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية