|
رياضة الوصول إلى كرة قدم حديثة ومتطورة يبقى الهاجس الأول والسؤال المطروح وبقوة عند عشاق هذه اللعبة في بلدنا.. ولاسيما أنه يتزامن هذه المرة مع دخول مفهوم الاحتراف عامه الحادي عشر إلى جسد كرتنا وأنديتنا. الانطباع الأول الذي يترسخ في أذهان وعقول جميع الذين صادفناهم وتحدثنا معهم بشأن قضية الاحتراف وإلى أى مدى نجحنا في تطبيقه خلال الأعوام السابقة وتحديداً منذ عام 2002 وحتى الآن جاء تشاؤمياً لدرجة أن البعض وصفه بالنموذج العشوائي والتطبيق الخاطئ لفكر لم تتبلور جميع عناصره وأدواته عند أغلب أنديتنا؟! وبالتالي حان الوقت لكي نقيم هذا المفهوم من كل جوانبه بهدف الوصول إلى نظام احتراف حقيقي لكرتنا يناسب واقعنا وثقافتنا ويلبي طموحات وآمال محبي ومتابعي اللعبة الشعبية الأولى في بلدنا. أولى المشاكل والتحديات التي صادفت تطبيق الاحتراف خلال السنوات الماضية في أنديتنا هو الفهم الخاطئ له والجهل بأبسط قواعده وأساسياته القائمة على وجود أندية مؤسساتية تخدم منظومة الاحتراف، بمعنى أن كل عضو فني وإداري في هذا النادي أو ذاك يجب أن يكون على درجة عالية من العلم الرياضي والتخصصي في مجال نشاطه وعمله في كرة القدم فهل هذا مطبق في أنديتنا هذه الأيام؟! أم إن معظمها يدفع إلى مسارات العمل الفني والإداري أشخاصاً بحكم العاطفة والقرابة وهو ما أضعف هذه التجربة في كرتنا وجعلها تفقد أهم عوامل نجاحها.. ثاني الأسباب التي جعلت الاحتراف في بلدنا هشاً وضعيفاً هو غياب أنديتنا عن عالم الخصخصة والاستثمار لأن الاحتراف كمفهوم وآلية جزء من نظام الخصخصة الذي يعني تحرير النشاط الاقتصادي والمادي وإعطاء القطاع الأهلي مجالاً لتنظيم أوسع الدعم والمشاركة في الشأن الرياضي عامة والكروي بشكل خاص. فهل شاهدنا ذلك في معظم أنديتنا التي بالكاد تتدبر أمورها وتحديداً المالية؟! كل ذلك يقودنا إلى حقيقة أننا إذا كنا نريد الدخول في عالم الاحتراف الحقيقي فلابد أن تتحول نظرتنا من الهواية إلى صناعة كاملة في جميع النواحي إدارياً وفنياً وجماهيرياً ومالياً وبغير ذلك يعني أننا نسير في الطريق الخطأ وبالتالي استمرار العشوائية في عملية تطبيق هذا المفهوم رغم اعتراف الجميع بأنه الوسيلة الأهم للوصول إلى كرة قدم عصرية. |
|