تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حمــاة الحقوق!!

حدث وتعليق
الأحد 8-4-2012
أحمد حمادة

أساليب التعذيب التي تنتهجها الاستخبارات الأميركية في عشرات المعتقلات الأميركية السرية والعلنية لم يسبق للسي اي ايه أن قامت بها حتى في الحرب العالمية الثانية أو في الحرب الكورية أو في حرب فيتنام أو أي نزاع آخر دخلت الولايات المتحدة فيه طرفاً،

وهذه الشهادة ليست لمنظمة حقوقية أو لأعداء الإدارة الأميركية في طول المعمورة وعرضها بل هي لأحد أركان هذه الإدارة ومن داخل البيت نفسه.‏

والشاهد الجديد هو فيليب زيليكو مستشار وزيرة الخارجية الأميركية السابقة غونداليزا رايس، والذي لم يكتفِ بهذه العبارات التي فضحت أساليب التعذيب الوحشية التي تقوم بها واشنطن بحق الأسرى والمعتقلين بل إنه اعتبرها انتهاكاً لقوانين الحرب ولحقوق الإنسان وطالب إدارة أوباما بتغيير أساليبها المروعة ضد هؤلاء الذين لا ذنب لهم إلا الدفاع عن أنفسهم وأوطانهم.‏

وكان زيليكو نفسه قد وجه مذكرة لإدارة بوش عام 2006 وكشف عنها في مجلة «فورين بوليسي» عام 2009 حذرها فيها من العواقب القانونية لانتهاكاتها لحقوق الإنسان واستخدامها لأساليب التعذيب غير الإنسانية وغير المهنية وأكد مواقفه في أعقاب التبريرات التي قدمتها إدارة أوباما لاستخدام هذه الأساليب الوحشية.‏

لكن أحداً من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة لم ينتفض لتسليط الأضواء على ما قاله زيليكو ولم يطالب بمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم ولم يقم الإعلام الأميركي الدنيا ولم يقعدها كما يفعل اليوم ويعبر عن غيرته على حقوق الإنسان في العالم وخصوصاً في منطقتنا العربية تماماً مثلما أغمض عينيه عن كل جرائم اسرائيل الوحشية بحق الفلسطينيين على مدى عقود من الزمن، لتظل المفارقة المريرة والصارخة بالدفاع الخلبي عن حقوق الإنسان هنا وتجاهلها هناك عنوان السياسات الأميركية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية