تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدعم الروسي لسورية في حربها ضد الإرهاب

عن Middle East Monitor
دراسات
الأحد 13-9-2015
ترجمة: غادة سلامة

لم تخف روسيا دعمها يوما لسورية ولقيادتها السياسية والعسكرية وكل الدعم الذي قدمته روسيا سابقا وستقدمه لاحقا هو على مرأى من العالم أجمع وتحت أعين ومسمع الولايات المتحدة الأمريكية، فلدى الروس قناعة عميقة ومترسخة بأنهم يدعمون الطرف صاحب الحق

وصاحب الأرض كما أنهم يتعاملون مع دولة وحكومة وشعب سوري معترف بهم دوليا وإقليميا فسورية دولة لها سيادتها وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة وعصبة الأمم.‏

والقلق الأمريكي تجاه ما تفعله روسيا من وجهة نظر الروس في غير محله ولامبرر له لأن روسيا كما أسلفنا تتعامل مع دولة وشعب وليس مع أفراد وهي مرتاحة لما تفعله مع حليفتها سورية و الرئيس الروسي أعلنها بصراحة بأنه مستمر بدعم سوريةإلى ما لا نهاية بكافة أنواع الأسلحة في حربها ضد الإرهاب حيث تحدثت التقارير الواردة من الكرملين وسربت عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي أثارت حفيظة الغرب من دول حلف شمال الأطلسي عن دعم روسي قوي لسورية حيث يتضمن هذا الدعم حسب التقارير دعم القوات السورية والجيش السوري بالمقاتلات والطائرات الحديثة الأمر الذي استهجنته الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال تصريحات جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض والذي قال بأن أي نوع من الانتشار العسكري دعما للقوات الحكومية السورية سيكون بنظر الولايات المتحدة الأمريكية أمرا مقلقا ويدعو للتوتر في المنطقة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثب التقارير الواردة من الكرملين بشأن أن تكون روسيا قد أرسلت فعلا دعما عسكريا إلى سورية لمساندتها في حربها مع المجموعات المسلحة وفي مواجهة داعش.‏

اللافت في الأمر وبحسب تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض الأمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس باراك أوباما على مايبدو لاتريد حسما عسكريا على الأرض ووضع نهاية للأزمة التي عصفت بالبلاد منذ ما يقارب الخمس سنوات وهي التي تدعي أنها تريد حلا سريعا ونهاية قريبة للازمة في سوريةحقنا لدماء السوريين الذين يموتون يوميا على أيدي الفصائل المسلحة المقاتلة هناك والتي ما بخلت عليها الولايات المتحدة يوما بالدعم العسكري واللوجيستي وكل ذلك كان يجري من تحت الطاولة وليس على الملأ. وما المبادرات التي أطلقتها أمريكا وحلفاؤها العرب للتوصل إلى حل لإنهاء الصراع القائم في سورية لم يكن إلا كلاما وهميا لا قيمة له على أرض الواقع وهو فقط لذر الرماد في العيون .‏

فحكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا تريد وضع نهاية قريبة للأزمة في سورية ويعجبها الصراع الدائر هناك والذي تريده أن يستمر لسنوات وذلك من خلال الدعم الذي يقدمه حلفاؤها في المنطقة من دول الخليج للإرهابيين وخاصة داعش وروسيا ردت على المخاوف الأمريكية بشأن الدعم العسكري الروسي لسورية على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا والتي قالت بأن موسكو لم تخف أبدا أنها تقدم ما وصفته بالدعم الوفي للدولة السورية وللحكومة السورية في مكافحة الإرهاب ونفت زاخاروفا وجود مقاتلين روس ضمن القوات العسكرية السورية كما تصور الولايات المتحدة الأمريكية وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي أنها رأت تقارير غربية ملفقة عن انتشار مقاتلين روس في الأراضي السورية كما أنها قرأت أيضا تعليقات بهذا الصدد من وزارة الدفاع الروسية والرئاسة الروسية نفت هذه المعلومات، وقالت زاخاروفا في معرض ردها على هذه التقارير الأمريكية بأن خطة روسية مبدئية وثابتة في تقديم الدعم لسورية ولقيادتها في حربها مع الإرهاب وقتالها للإرهابيين فسورية مهددة حقيقة بالإرهاب الذي توسع على أراضيها والولايات المتحدة الأمريكية كما يبدو من خلال تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست لم يعجبها هذا الكلام ولم تستسغ أذنها ما قاله الروس على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية وردت على كلام زاخاروفا وعلى قرار الكرملين باستمرار دعمه لسورية بالاستهجان تارة وبالتهديد تارة أخرى متناسية الدعم العسكري الأمريكي غير المحدود للميليشيات المسلحة المقاتلة في سورية وذلك عندما قال المتحدث بأسم البيت الأبيض أن أي دعم عسكري لسورية لأي غرض سواء كان هذا الدعم على شكل عسكريين أو طائرات حربية أو أسلحة أو تمويل يصب في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية كما تدعي الولايات المتحدة الأمريكية وأنه يأتي بنتائج عكسية وتنسى الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض دعمهما اللامتناهي للإرهابيين ومدهم بكافة أنواع الدعم العسكري واللوجيستي عن طريق سماسرتهم في دول الخليج حيث استنزفت الولايات المتحدة الأمريكية ثروات وإمكانيات دول الخليج المالية من خلال إثارة القلائل والحروب في منطقة الشرق الأوسط وما تسميه الربيع العربي الذي جاءت نتائجه وابلا على الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشردت من خلالها ملايين البشر .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية