|
مجتمع التي منيت بها ضمائرنا و أرواحنا التي لملمت ما تبقى من أشلائها وأشلائنا وسافرت بعيدا جدا إلى أوطانها الجديدة المتخمة بالغربة والفرقة والحرقة التي تجلدها مع كل إطلالة شمس وطن ومع كل هبوب نسائم شوق وحنين إلى ارض لم تروها إلا دماء أبنائها قربانا وتضحية و حبا وكرامة. ككرة الثلج تتدحرج أحلامنا رغم كل المحاولات الرخيصة المتكررة للبعض لاستهدافها وتحطيمها وكسر إرادتها و وقف تقدمها ـ تلك المحاولات التي تجاوزت بشدتها وحدتها وحقدها كل حدود والتي كانت تستظل بإصرار الكثيرين على بث مشاعر الإحباط واليأس والرعب في تلك النفوس الضعيفة التي أنهكها الانتظار الطويل على أرصفة الوجع والأمل دون أن تجد من يقلها إلى بر الأمان والحنان. كنا قد نصحنا وحذرنا في وقت سابق ومن هذا المنبر مرارا وتكرارا من أن إصرار البعض ولو دون قصد على الخوض في أحاديث التشاؤم والإحباط بسبب ودون سبب قد يؤدي إلى نتائج وخيمة وتداعيات سلبية قد تصل إلى حدود الكارثية في بعض الأحيان على كل من يسمعها سواء داخل الأسرة أو خارجها بين الأصدقاء والأقارب ومحيط العمل ، لان تلك الأحاديث ما تلبث أن تشتد رياحها وتتعاظم إن لم تجد من يردعها ويوقفها ويكبح جماح جنونها لتتحول في نهاية المطاف الى عاصفة مجنونة أو إعصار أحمق يكتسح المجتمع برمته وقد يأخذ في طريقه كل ما تبقى صامداً في داخلنا من أمل وثقة كبيرة بالله والوطن والشعب والجيش. |
|