|
فضائيات تلتصق باسم د. سامر عمران، تحفته «المهاجران».. مَن حضرها يدرك أنها، كبصمة فنية، يصعب نسيان جماليتها، تلاحقه.. وكظلّه، تقترن به.
لم يتطرق إلى ذكرها الإعلامي أمجد طعمة خلال حواره مع ضيفه «عمران» في أحدث حلقات برنامج (إكسترا تلاقي- قناة تلاقي).. مفضلاً أن تنسحب أسئلته نحو حالات البوح التي يحاول إثارتها مع ضيفه.. ولهذه الحالات أن تنساب في العديد من المجالات الحياتية.. الشخصي، السياسي، المهني، وغيرها من محاور يلتقط برعم إيقاظها «طعمة». غالباً.. ما قدّم «إكسترا تلاقي» حالة (المختلف) بغض النظر عن خصوصية الضيف.. لأن هدف «الاختلاف» منطلق أساساً من وعي يوجهه معد البرنامج ومقدمه.. وبالتالي ما على الضيف سوى الاستجابة لهذا الاختلاف بمعنى التميّز. مع «عمران»، وقامات فنية أخرى ظهرت على القنوات المحلية، مؤخراً، أمثال فايز قزق، بسام كوسا، أيمن زيدان، هناك تأكيد دائماً على كون «الاختلاف» ميزة حقيقية لطالما كان فكرياً يصبّ نهايةً ضمن ميزة التنوّع الذي يُغني دون أن يلغي الآخر. ذات التأكيد نلمسه لديه.. وحتى حين حاول «طعمة» توجيهه ضمن منحدرات السياسة بما فيها من تشعبات المواقف.. وانقساماتها ضمن مؤيد- معارض، كان تأكيد «عمران» أن لا حوار مع من يريد تقسيم سورية على سبيل المثال.. كواحدة من الكبائر التي لا يجوز التعامل مع مطلقيها ومؤيّديها.. دون ذلك لكل إنسان ما يبرر اختلاف مواقفه.. ودائماً، ووفق عمران، يخرج من الدائرة من يريد الإساءة للبلد..
مع تأكيده أن عبارة «أساء للبلد» ذات معايير مطاطة.. إذاً يجب ألا نضع الجميع في «سلةٍ واحدة». كعادته، حاول «طعمة» أن يكون مشاكساً.. لكن كان المشاكس بكياسة تتناسب وشفافية بوح ضيفه.. مكتفياً بأسئلةٍ لمّاحة يلتقطها الآخر بغاية الصراحة والأريحية.. فما فائدة الحوار إن لم يبنَ على قاعدة من الصدق والاحترام..؟ وهنا تحديداً تأخذنا حالة «الحوارات» التي يجتهد البعض في تقديمها على شاشاتنا المحلية، باتجاه تكريس منطق حوار فعال فيه الكثير من المكاشفات بين الطرفين، ابتداءً من طرفيه: المحاور وضيفه، وصولاً إلى أكبر دائرة تلقٍ. لنتساءل.. لِمَ لم تقدّم مثل هذه الحوارات منذ سنوات.. حوارات قادرة على منح أفق أوسع وأمداء أكثر استيعاباً لاختلاف الآخر عنّا..؟ هل من الممكن أن تكون هي غاية البرنامج.. الحفر عميقاً في تأصيل منطق حوار مثمر.. ؟ أما عن جزئية أهم القناعات الفنية لدى «عمران» لنا أن نعلم عبر سؤاله: «تذهب في فنّك إلى الأقصى».. أن يجيب بالتأكيد: «طبعاً».. وعن خوفه من القراءات المختلفة لمشهد العري الذي قدّمه في فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس»، يقول: «يفترض أن ندافع عن شيء أصيل ليس غريزياً مبتذلاً».. أيضاً نلتقط هنا ملمح محاولات ارتقاء بطريقة تلقي الفن الأصيل.. أن يتم التعامل مع كامل المشهد لا مع تفصيل يكاد لا يُذكر فيما لو جاء منفصلاً.. أن لا يتم التغاضي عن الجوهر لأجل الخوض بجزئية مقتطعة عن سياقها العام، جاءت لخدمته وتكريس صدقيته. |
|