تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضغوطات الشارع تشعل الانقسامات في البيت الأوروبي.. اللاجئون يواصلون درب آلامهم عبر محطات الإهانة.. وشفرات النازية في استقبالهم

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الأحد 13-9-2015
لا تزال مأساة اللاجئين ورحلات موتهم الحدث الأبرز الذي يدور في محطات وفضائيات الإعلام، وما تنقله تلك المعاناة من اختلاف في الآراء حول الكثير من الأمور المتعلقة بتلك القضية الإنسانية،

بالإضافة إلى فوضى النقاش والآراء التي أصابت القادة الأوروبيين وكيفية التعاطي معها في حالتها الإنسانية تحت ضغط الشارع في حين يغلب على حقيقة توجهاتهم الأهداف المصالح والغايات السياسية.‏

وتحت عنوان اليوم الأوروبي للتحرك من أجل اللاجئين شهدت مدن أوروبية أمس مسيرات مؤيدة لاستقبال اللاجئين، مع لافتات تقول لقد حان الوقت للتنديد بالحدود التي تسبب الموت والتي اقيمت باسمنا، في وقت أعربت فيه العديد من الدول الأوروبية عن رفضها لنظام الحصص الإلزامية الذي تطالب به برلين وبروكسل.‏

وضمت المظاهرات عشرات الآلاف في لندن، وبرلين، ومدريد، والعديد من المدن الأخرى في أوروبا التي يصل إليها اللاجئون أحيانا في ظروف مروعة بالإضافة إلى مخاطر الرحلة، مثلما هو الحال في هنغاريا.‏

وكانت المسيرات الضخمة في لندن تنادي بأن اللاجئين جاؤوا هرباً من الارهاب والحروب في مناطقهم ولم يأتوا طمعاً بالضمانات المعيشية التي تقدمها بريطانيا.‏

وفي الوقت نفسه كان قد تم الإعلان عن بعض المظاهرات ضد استقبال اللاجئين في بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا.‏

وعلى خلاف ذلك وفي تعبير مناف للإنسانية اعتبر رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أن اللاجئين لا يأتون إلى أوروبا بحثا عن الأمن بل عن حياة أفضل من حياة المخيم يريدون حياة ألمانية وربما سويدية .‏

وأعرب أوربان في مقابلة مع صحيفة (بيلد) الألمانية عن تأييده لخطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو للدول المجاورة لسورية بهدف حل أزمة اللاجئين.‏

وقال أوربان أمس في مقاطع من المقابلة نشرتها الصحيفة لدينا خطة سأعرضها على قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعنا القادم تنص على دعم مالي مكثف للدول المجاورة لسورية وهي الأردن ولبنان وتركيا.‏

وأضاف أوربان إذا احتاج الأمر المزيد من المال سنرفع المساعدة حتى نضوب سيل المهاجرين، وهذا يعفينا من نقاش لا ينتهي لقضايا الميزانية الأمر يتطلب مساعدة عاجلة الآن ، في حين كانت جميع الأموال التي تقدم لدول الجوار السوري تسرق ولا يقدم إلا جزء بسيط منها وفقاً لتقارير عديدة ومشاهدات حية.‏

المزيد من اللاجئين إلى أوروبا‏

أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 7600 مهاجر من منطقة الشرق الأوسط وصلوا إلى مقدونيا من اليونان خلال الساعات الـ 24 الأخيرة.‏

وقال ألكسندر كراوز المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أول أمس، لدينا معلومات من زملائنا اليونانيين تشير إلى أن الحافلات (التي تقل المهاجرين) في طريقها، وبالتالي فإنهم سيصلون قريبا، ويواصل المهاجرون التدفق .‏

ضغوط على واشنطن من أجل استقبال اللاجئين‏

على صعيد متصل تتعرض الولايات المتحدة الأميركية لضغوط، بما في ذلك من جانب جماعات حقوق الإنسان، لتقديم مزيد من المساعدة من أجل إعادة توطين اللاجئين السوريين.‏

لذلك اضطر المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي لنفي فكرة أن واشنطن لا تفعل ما فيه الكفاية، موضحا أن الولايات المتحدة تعيد توطين اللاجئين من جميع أنحاء العالم أكثر من أي دولة أخرى بحوالي 40 ألفاً كل عام.‏

وادعى كيربي أن البرنامج الأميركي لقبول اللاجئين قام بتوطين حوالي 70 ألف شخص في الولايات المتحدة من مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم في ميزانية عام 2014.‏

وقالت وزارة الخارجية إن واشنطن بحلول نهاية السنة المالية الحالية في 30 أيلول ستكون قد أعادت توطين 1500 لاجئ سوري في الولايات المتحدة.‏

خمس دول أوروبية ترفض آلية توزيع اللاجئين‏

وفي دليل على الانقسامات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي رفضت خمس دول في شرق أوروبا آلية أقرها البرلمان الأوروبي بشأن توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء في الاتحاد.‏

وأوضح ممثلو هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك وبولندا إضافة إلى الدنمارك موقفهم الرافض لخطة البرلمان الأوروبي، وذلك في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي انعقد في العاصمة التشيكية براغ، مطالبين بأن تراقب كل دولة المجموعة التي تستطيع قبولها من اللاجئين.‏

ظروف مهينة يعيشها اللاجئون‏

وفي أسوأ محطة في محطات اللاجئين على طريق الهجرة إلى اوروبا، تروى قصص ومشاهد خارج الوصف عن ظروف مهينة يمر بها آلاف اللاجئين السوريين مدينة بريشيفو الصربية .‏

بريشيفو مدينة صربية صغيرة على حدود مقدونيا، افترش طرقاتها وزواريبَها الضيقةَ آلاف الوافدين ناموا في العراء إلى جانب أكوام النفايات والمياه الآسنة ممنوع عليهم الخروج من هذا المحيط قبل الحصول على إذن مرور يفرض عليهم مغادرة البلاد خلال اثنتين وسبعين ساعة والحصول على هذه الإذن يفرض الانتظار في طابور تتحكم في مساره شرطة البلدة ، ويبقى النوم في العراء أقل إيذاء من الحصول على وسيلة لقضاء الحاجة تحفظ كرامة الإنسان.‏

في حين يقول برانيسلاف ميلانكوفيتش منسق الصليب الأحمر الصربي قبل اسابيع كان يمر من هنا من ثلاثة إلى أربعة آلاف يومياً، خلال الأيام الماضية ارتفع العدد إلى الضعفين، الليلة الماضية وصل إلى هنا ثمانية آلاف، وقدرتنا على التحمل وتلبية الحاجات غير كافية ونقوم بكل ما بوسعنا للمساعدة .‏

يضيف، معظم الذين وصلوا الى هنا خلال الساعات الماضية كانوا بلا أحذية مناسبة، نتواصل مع المانحين من أجل الإسراع في تأمين الغذاء والماء والحاجيات الضرورية، هناك حالات مرضية كثيرة تطال تحديدا الأطفال والنساء الحوامل .‏

ويؤكد الصليب الأحمر الصربي أن الأوبئة لم تتفش بعد، لكن الوضع لن يبقى على حاله إذا ما طالت إقامة اللاجئين في العراء.‏

النازيون يستقبلون اللاجئين بالشفرات الحادة‏

وبعد جميع العذابات التي يتعرض لها اللاجئون في مسير رحلتهم يصدم اللاجئون ببعض (النازيين) الذين يقومون بنشر ملصقات باللغة الألمانية ترفض وجود السوريين على أراضيها..لكن الأمر لم يقتصر على تلك الملصقات بل أضيفت اليها (شفرات حلاقة) داخلية..لمنع محاولة نزعها أو اتلافها.‏

فيما قام الألمان في مقاطعات أخرى مثل فرانكفورت بوضع ملصقات كثيرة تطالب النازيين بالتوقف عن استبدادهم ومعاملتهم هذه باتجاه السوريين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية