تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردوغان كمصير غيره

حدث وتعليق
الأحد 13-9-2015
عائدة عم علي

يتعالى السعار التركي في الحديث عن مناطق عازلة بالشمال السوري سرعان ما يتلاشى أمام لحظات تاريخية تتكثّف فيها عوامل القوة والإرادة ليصبح عندها التاريخ متوقفاً على قرار.

ولكن مع مرور تلك اللحظات دون تحقيق أكثر من عويل عالٍ ندرك أنه مهما تكاملت عوامل الجبروت فلن يكون لأي قوة ولو مجرد التفكير للحظة في التغيير.‏

هذا يقودنا إلى القراءة الخاطئة للسياسة التركية حيال الأزمة في سورية لنجد أن الانتصارات والقوة الرادعة للدولة السورية أكبر بكثير من مخيلة أردوغان، كيف وإن نفد زمن حلف الحرب بعد معطيات الميدان السوري والذي أفرز سخونة في المواقف الدولية لا تقل في حماوتها عما أحرزه في الداخل من تقدم.‏

وهذا ما دحض الرهان الأمريكي الذي أجّج اللعبة الداخلية المسلحة لتعويض فشله الناجم عن قرار الحرب. ناهيك عن إخفاقه في حماية مجموعاته الإرهابية ولو بالذهاب إلى الحرب المحكومة بالفشل.‏

أردوغان الذي أغرق بلاده في الرمال الداخلية بعد أن باتت حساباته تصطدم بسيناريو شمشون ليس إلا، فهو ينطلق من ثقافة «إخوانية» ترفض الشريك وهذا ما دفعه إلى التحريض العنصري ضد الأحزاب المناهضة لسياساته الحمقاء لا سيما الأكراد. ما يفتح الباب واسعاً أمام احتمال استقلال ذاتي جنوب شرق تركيا، وبالتالي لن ينفع لا «ناتو» أردوغان ولا دعم واشنطن.‏

لا شك أن سياسة الأوهام «الإخوانية» التي تستخدم الأدوات التعسفية السوداء وتسويق خطاب فارغ المحتوى سرعان ما تحوّل إلى نوع من الحرب النفسية التي استغلها الرئيس التركي لتصفية منافسيه على الساحة التركية، ما جعل من خوذ عسكره كرات تتقاذف في شوارع ديار بكر وهكاري، لعلّ هذا الأحمق الحالم «بالسلطنة» يتحسس عنقه الآن وهو يتذكر مندريس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية