|
شؤون سياسية سال الدم العراقي ويوماً بعد آخر كانت تضاف المجازر الارهابية الى قائمة المجازر التي راح ضحيتها العراقيون بمباركة المحتل وتخطيط فرقه، فليس هناك ثمة عاقل يقول ان الاحتلال الأميركي جاء من اجل مصلحة العراقيين لينشر فيهم قيم الخير والعدل والانصاف أو ان يستظهر ان الاحتلال الأميركي انما جاء استجابة لطلب.. هذه الشرذمه من المحتلين هي التي اذاقت العراقيين الأمرين ولم يلمس العراقيون منهم سوى القتل والتشريد واليتم والفاقه والفساد، ومارسوا شتى انواع التعذيب وقساوته داخل السجون المختلفه.تمر هذه الايام ذكرى أليمه على العراقيين والعرب والمسلمين والانسانية جمعاء تلك هي جريمة احتلال العراق في التاسع من نيسان عام 2003 وما عاناه شعبه من ظلم وإباده وتنكيل ونهب لثرواته، ولايخفى على احد ان تسع سنوات ثقالاً قد مرت على شعبنا الجريح وهو يرزح تحت الاحتلال، وقد ارتكبت بحقه كافة اشكال العدوان من استخدام اسلحه محرمه دولياً ومن تهديم للبيوت ومن قتل جماعي وتدمير لكل المرافق الخدميه وسط صمت وعدم مبالاة المجتمع الدولي. ماذا ترك هؤلاء المجرمون غير الخراب والأحزمه الناسفه وزيادة الارامل والايتام والتهجير والامراض والخوف وقتل اكثر من مليون ونصف المليون شخص.وهناك من حمل راية الجهاد والمقاومه منذ الايام الاولى، وقضت ارادة الله ان تذل قوات اعتى دوله في العالم على يد هذه الفئه المؤمنه المرابطه الصامده، وتلحق بالمحتل هزيمة قاسيه على المستوى العسكري وفشلاً تاماً على مستوى صفحته السياسيه. لقد جاء تصاعد عمليات المقاومه العراقيه ليربك كافة مخططات الاحتلال ومشاريعه وتؤكد ان الحرب الحقيقيه قد بدأت فعلياً بعد الاحتلال، حيث ادى الى الاستنزاف المستمر للقوات الأميركية والى تعزيز ارادة الشعب العراقي، وليضعف من ارادة الجندي الاميركي في الميدان، الذي لم تعد لديه قضيه يقاتل من اجلها بعد ان تكشفت حقائق العدوان وزيف الادعاءات التي من اجلها شنت الحرب.ولم يكن التاسع من نيسان وما حمله من معالم انهيار الدولة وتفكيك المؤسسات الخدمية والثقافيه والدفاعيه وغيرها معلم انتصار للمحتل واعوانه وانما كان ايذاناً للشعب ان ينتصر لنفسه وان تبدأ مقاومته ليكون الشعب كل الشعب في جبهة ويكون الاحتلال واعوانه في جبهه مقابله، فهذا اليوم من تاريخ العراقيين يوم مواجهه ومجابهه بين شعب الحضارات وبين مجموعة الارهاب الدولي ومن التحق بها. ان العراقيين في يوم التاسع من نيسان لن ينسوا هذا اليوم من تاريخ بلادهم ولن ينسوا انه ما اشرقت شمس العراق وان الاحتلال اراد محو تاريخهم وتعطيل دوران الحياة في هذا البلد وسيشهد التاريخ للعراقيين انهم أبوا الا ان تستمر عجلة الحياة فانطلقوا في مواجهة هذا الاجرام بكل كفاءة واقتدار بعد ما يقارب من تسع سنوات من ظلم الاحتلال الأميركي وعدوانه وقهره واضطهاده، وفي الوقت الذي منيت فيه قواته الغازيه بهزيمه قاسيه على يد المقاومه الباسله التي كبدته خسائر ماديه وبشريه كبيره، مما عجلت في هروبه وانسحابه من العراق. فإن شعب العراق بكافة شرائحه قد حقق انتصاراً تاريخياً، بإجهاضه مشروع الاحتلال في العراق والمنطقه واسقاط الفتنه والطائفيه والعرقيه المقيته واستعادة لحمته الوطنيه. ان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها جاء بمشيئة دوليه ونتيجة لمقدمات غايه في التعقيد شاركت فيه قوى دولية واقليمية وعربيه وضعت اراضيها تحت تصرف واشنطن والغرب لاحتلال العراق وتدميره، وشاءت الاقدار ان يكون العراق البوابه التي من خلالها تغير الشرق الاوسط والعالم العربي وفق الاستراتيجية الأميركية ان يكون جديداً بعقائده واقتصاده وسياساته واقامة نظم مدجنه ضعيفه تستطيع من خلالها السيطره على منابع الطاقة وحماية اسرائيل كأهداف استراتيجية عليا. ان الفشل الكارثي للولايات المتحدة، وكيف ان هذه الهزيمه التي لحقت بها في العراق لن تقف بها عند حدود العراق وانما يمكن ان تحطم مشروعها وسيادتها على العالم ونفوذها في منطقة الشرق الاوسط، بل ستتعدى ذلك الى حليفتها اسرائيل، وان القضيه الآن ليست هزيمة أميركافي العراق، فقد هُزمت بالفعل، ولكن القضيه هي ما بعد هزيمة أميركافي العراق.على الجميع في ضفة القوى المناهضه للاحتلال في استقاء الدروس والعبر وتوحيد الجهود ورص الصفوف من خلال العمل على طرح برنامج ورؤية مستقبلية مشتركة وواضحة المعالم من خلال التصدي لما تبقى من مشروعه وتصفية آثاره السياسية والاجتماعية وانتزاع استقلال العراق الناجز.وهنا يمكننا القول بثقة وجدارة ان الولايات المتحدة قد منيت على المستوى العسكري بهزيمة قاسية ومذله في العراق ولم يجرؤ لغاية الآن أي قائد عسكري أميركي على التفوه بكلمة الانتصار في العراق، وهذا ما سيجعل أميركا والدول الاستعماريه تعيد حساباتها وتفكر مرات ومرات عديده في حالة التعرض والاعتداء على اي بلد. صحفي عراقي |
|