تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العراق بعد تسع سنوات من الاحتلال

شؤون سياسية
الأثنين 9-4-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

في التاسع من نيسان من عام 2003 احتل الغزاة الامريكيون وحلفاؤهم العاصمة الحبيبة بغداد – وأرادوا ليوم الاحتلال ذاك ان يكون عيدا وطنيا للعراقيين الذين مالبثوا ان قلبوا الطاولة على رؤوس كل الغزاة من الامريكان والانكليز وسواهما واعتبروا احتلال بغداد يوما لبدء المقاومة المسلحة للغزو والعدوان .

اليوم وبعد ان غادر الغزاة العراق – بفعل المقاومة الوطنية الشريفة – التي ما تزال صامدة مؤكدة انها لن تسكت على بقاء أي جندي من جنود الغزاة ، يعود العراق تدريجيا الى موقعه العربي وتعود الامة الى عراقها برغم الجراح التي أثخنت الشعب العراقي على مدى سنوات الاحتلال والغزو التي بلغت ثمانية اعوام وتسعة اشهر . وربما يجدر بنا في هذه المناسبة ان نقدم جردا بخسائر القوات الغازية الامريكية – ما بين قتيل وجريح ومعاق ومنتحر ومريض – حيث ان القوات الغازية التي دخلت العراق كانت اكثر من 160 الفا . والعدد الفعلي لموتاهم كان اكثر من 52 الفا وعدد الجرحى فاق ضعف العدد – وانتحر المئات ويعاني من المرض في الولايات المتحدة عشرات الآلاف ممن خدموا في العراق طوال الاحتلال .‏‏

اما شعب العراق فقد قدم عشرات آلاف المقاتلين المناضلين والى جانب ذلك قدم العراقيون اكثر من مليون ونصف المليون من الضحايا وهاجر من العراق نحو خمسة ملايين عراقي بسبب الاحتلال وما أثاره من اقتتال طائفي وعرقي على مدى السنوات الثماني من الاحتلال .‏‏

وفي آخر احصائية عن عدد الارامل والايتام جاء ان عديدهم يفوق عدد سكان اكثر من ست دول من اعضاء الجامعة بما فيهم قطر وجزر القمر وغيرهما . . كما ان العراق ما يزال يعاني اليوم مما خلفه العدوان الامريكي عليه من شح في المياه الصالحة للشرب ومن انقطاع الكهرباء وحتى شح الوقود في دولة تمتلك النفط والغاز وفي دولة الرافدين دجلة والفرات . ورغم ذلك فان العراقيين الأباة يحاولون مداواة جراحهم والتخلص مما ابقاه وولده الاحتلال : الدستور الذي يحمل في ثناياه كل ما من شأنه نسف وحدة العراق الوطنية وسيادته الكاملة ودوره القومي ايضا .‏‏

قاوم العراقيون ويقاومون ما أفرزته سنوات الاحتلال العجاف خاصة تلك الجرثومة المدمرة لوحدة العراق الا وهي جرثومة الفتنة الطائفية والعرقية ومحاولات شرذمة العراق وتقسيمه .‏‏

وينجح العراقيون في التخلص من كل ما جاء به الاحتلال ومن جاء مع الاحتلال من خطط تدميرية هدفها تمزيق العراق وعزله عن امته وافقاد امته لثقله النوعي في ساحة الصراع العربي – الصهيوني . ومن هنا نجد الخلافات بين القوى على الساحة العراقية ونعثر على أثر الاحتلال وما جاء به الاحتلال من فتنة بين ابناء الوطن الواحد العزيز الكريم .‏‏

وتعتبر قمة بغداد الأخيرة التي غيبت عنها سورية بفعل جامعة لم تعد بدون قلبها النابض بداية عملية لاحتلال العراق موقعه الطبيعي في الساحة العربية وايذانا بعودته عربيا كما كان دائما بصرف النظر وغصبا عما ورد في الدستور البريمري الذي يقول إن عرب العراق جزء من امة العرب – ولم يقل ان العراق عربي وهو جزء لايتجزأ من امته العربية .‏‏

ان اذناب الاحتلال لما يزالون يعبثون في العراق – كما ان الارهاب التكفيري ما يزال يجد مرتعا في العراق بفعل تشجيع الاحتلال ومن يؤازر الاحتلال ويعمل على انفاذ اجندته المعادية للعرب والمسلمين على طول الخط .؟‏‏

ان مدواة جراح العراقيين قد تستغرق زمناً طويلاً ولكن الحقيقة العربية للعراق السيد الواحد الموحد المستقل هي التي لايمكن طمس معالمها او الغاؤها مهما كانت التكلفة . العرب المخلصون يتوقون الى بغدادهم الحبيبة وقد تطهرت نهائيا من ادران الاحتلال ومخلفات الغزو وهم مؤمنون بأن عروبة العراق أقوى وان ارادة العراقيين أقدر وأقوى على قهر العدوان ومن nawafabulhaija@yahoo.com ">يؤازره.‏‏

nawafabulhaija@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية