تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آفاق الحل

معاً على الطريق
الأحد 15-9-2013
مصطفى المقداد

لا شك في أن العامل الدولي غدا المؤثر الأكبر في الأزمة التي تعصف بسورية، إلا أن الواقع على الأرض وحده ما يفرض صيغة وطريقة الحل لهذه الأزمة بما حملته من تداعيات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ومنذ التهديد الأميركي بشن عدوان على سورية أخذت التطورات والأحداث تتحرك بسرعة في أكثر من اتجاه، فبينما تمضي العملية العسكرية داخل الوطن بوتيرة مدروسة ودقيقة للقضاء على فلول الإرهاب واجتثاث جذوره أينما كانت، فإن العملية السياسية شقت طريقها بآليات جديدة نحو تسهيل انعقاد مؤتمر جنيف ٢ بعد أن أسقطت سورية كل ذرائع العدوان وأعلنت قبولها المبادرة الروسية وأرسلت أوراق ووثائق انضمامها إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية، وبهذا فإن سورية أكدت من جديد أحد عوامل قوتها واستعدادها المؤكد إنهاء أزمتها الداخلية بعيداًً عن كل ادعاءات استخدامها للسلاح الكيميائي الذي لم تستخدمه أبداًً، وهي قادرة على التعامل مع الإرهاب وأدواته بالوسائل العسكرية التقليدية على الرغم من كل عمليات التزويد بالأسلحة الحديثة والمتطورة التي أرسلتها الإدارة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وكل ما اشترته حكومة الرياض من أسلحة الكيان العدواني في فلسطين المحتلة، فضلاًً عن صفقة الأسلحة الكرواتية التي تم تحويلها عبر تركيا إلى المجموعات الإرهابية في حلب وإدلب من مخصصات الجيش السعودي أصلاًً.‏

وفيما تمضي الولايات المتحدة الأميركية للبحث عن سيناريو جديد لممارسة المزيد من الضغوطات على سورية، فإن العالم يترقب نتائج لجنة الخبراء الدوليين الذين زاروا سورية ويستعدون لإعلان نتائج اختباراتهم، فيما أكدت شهادات محايدة وأجرى معارضة أنها تمتلك تسجيلات تؤكد أن المجموعات المسلحة هي من استخدم غاز السارين وغيره من الغازات الكيميائية السامة بهدف استحضار التدخل الدولي، والضغط على المجتمع الدولي للوقوف ضد سورية، فكانت أصوات العملاء تلعلع على فضائيات الإرهاب مطالبة بضرب سورية بأسرع وقت لتسهيل عودتهم إلى أرض سورية التي خانوها وما زالوا مستعدين لخيانتها وخيانة شعبها خدمة للصهيونية ومشاريعها الاستعمارية المتواصلة، لكن الرد السوري والموقف ذا الرؤية الواضحة أجهض أكبر محطة في المشروع التآمري الكبير الهادف إلى تدمير بنية وكيان المجتمع السوري برمته.‏

ونحن ننتظر نتائج الاختبارات الكيميائية التي ستنشرها لجنة التحقيق الأممية فإن عوامل القوة السورية في ازدياد مطرد نظراًً للموقف الشعبي الداعم لخطة الحكومة في القضاء على الإرهاب والفصل فيما بين الإرهاب ومواجهته وتنفيذ البرنامج الإصلاحي الوطني، فضلاًً عن التقدم الكبير الذي تحرزه قواتنا المسلحة في جميع المناطق، والدعم الدولي من الحكومات التي تلتزم القوانين والأعراف الدولية، فإن القادم من الأيام سيكشف زيف الروايات الكاذبة المتعلقة باستخدام سورية أسلحة كيميائية، وتبقى القدرة على الاعتراف بهذه الحقيقة المحك الأساس للدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وإدارة أوباما لتعلن عن صدقيتها في الالتزام بالمبادئ الدولية وتعلن عن خطأ تقديرها في دعم الإرهاب والإرهابيين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية