|
صفحة ساخرة من هذه القصائد قصيدة »الشكوى« التي كتبها عام ,1959 ففي ذاك العام أنشئت وزارة الثقافة والإرشاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة »دولة الوحدة بين سورية ومصر« وافتتحت دائرة لها في حلب, وتم تكليف الشاعر سليمان العيسى أول رئيس لها وقامت الوزارة بتزويد الدائرة بدراجة عادية تستخدم في إنجاز المهمات الرسمية, وذات يوم سرقت الدراجة في وضح النهار من أمام باب الدائرة, فتقدم الشاعر العيسى بشكوى إلى العقيد مصطفى النابلسي قائد شرطة حلب, لكن الأمد طال دون العثور على الدراجة, فكتب سليمان العيسى قصيدة خاطب فيها قائد الشرطة قائلا: في عهدك الميمون يامصطفى دراجتي طارت من الدائرة دراجة الإرشاد معروفة تنساب في الشارع كالخاطرة لوسرقت في الليل لم ننزعج لكن بعين الظهر في الهاجرة جميع أعمالي بدراجتي أنجزها في حلب العامرة في عهدك الزاهر ياسيدي تبهدلت دائرتي الزاهرة. وذات يوم عاد الشاعر سليمان العيسى إلى منزله منهكاً بعد يوم من العمل.. وما إن فتح باب المنزل حتى وجد تحته فاتورة كهرباء وضعها موظف الكهرباء المختص بتوزيع الفواتير وعندما نظر فيها وجد المبلغ المطلوب كبيراً فكتب الشاعر قصيدة يحتج فيها على ارتفاع قيمة الفاتورة وأرسلها إلى مدير مؤسسة الكهرباء ومما قاله فيها: إحدى رزايا السماء فاتورة الكهرباء قد لخبطت لي مزاجي وكركبت لي غنائي الآن عدت لتوي ميتاً لفرط العياء وجدتها تحت بابي تجثو بدون حياء ألقى بها وتوارى شخص بدون عناء قرأتها .. أصحيح هذا الذي أنا رائي تفوق كل معاشي وترقيات الغلاء ماذا أقول سلام على السراج المضاء |
|