|
بالقطع السوري من خلال الردود العديدة التي ننشرها اليوم , ولاسيما تلك الواردة من السيد حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميَّالة , الذي نعزّه ونحترمه , رغم أنه كاد أن يصفني في إحداها ب ( الأهبل ) وذلك في معرض رده على مقال تطرّقتُ فيه لموضوع دمج المصارف , حيث قال : ( إنَّ ما يسوقه الكاتب في مقالته هو ضرب من خياله , يندرج ضمن إطار عدم المعرفة والدراية بالموضوع ) غير أنَّ المسألة ليست من خيالي حقيقةً , وإنما هي من واقع الأجواء المصرفية ذاتها , ولم تكن أكثر من هواجس للعديد من الذين يعلمون أنَّ هناك شيئاً حقيقياً بدأ يسير بهذا الاتجاه , ولكن الصورة ليست واضحة بشأن كيفية هذا الدمج , لأنّ الموضوع طُرح أساساً وهو مُغلَّفٌ بالسرية , ويرتدي ملابس سميكة من الحذر , ما أدّى إلى التوجّس وطرح استفسارات وتوقعات ربما بدت كالخيال , ولكن لابأس , فعلى الرغم من استهزاء الحاكم , ومحاولته استفزازنا , فنحن سعداء بذلك استناداً إلى قاعدتين : الأولى : إدراكنا أنّ الدكتور أديب ميالة شاب لطيف , ودمث , ويمتلك من روح المجاملة والدبلوماسية ما فيه الكفاية , فمعرفتي به قديمة - منذ أواسط التسعينات - حيث كان يعمل في الملحقية التجارية للسفارة الفرنسية بدمشق , وقد أجرينا معه وقتها لقاءات صحفية وتلفزيونية , ومن ذاك الزمان انطباعنا عنه بأنه لطيف فعلاً , ولايزال , ولذلك فإنّ هبلي عنده أزعم أنه سيبقى في إطار الهبل الراقي .. أو المقبول على الأقل . الثانية : أنه بمجرد شعوره كحاكم لمصرف سورية المركزي بضرورة الرد والتوضيح على مايجري تناوله من قضايا مصرفية تطرحها الثورة في هذه الصفحة , فهذا من شأنه أن يؤكد أهمية ما يُطرح , بغض النظر عن الموقف من ذلك , وهذا ما يزيد الحراك أكثر , وتتسع دائرة المعرفة , فضلاً عن التعبير الذي نراه واضحاً - من خلال ذلك - بأنَّ صفحة مصارف وتأمين قد بدأت تأخذ المسار الذي من شأنه أن يوصلها إلى الانخراط في تحقيق أهدافها , المتمثلة في طرح القضايا المصرفية والتأمينية الجادة , ومواكبة تطوراتها المتسارعة في سورية لتكون مُساهمة قدر الإمكان في تكوين رأي عام تجاه السياسة النقدية بالغة الأهمية , وعالم التأمين الجديد , الذي يتداخل إلى حد بعيد مع العالم المصرفي . |
|