|
البقعة الساخنة ربما يكون اهمها ماجرى التوقيع عليه خلال زيارة الدولة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد الى موسكو في كانون الثاني 2005 , حيث تم التوقيع على الاعلان المشترك لمواصلة تعميق علاقات الصداقة والتعاون الثنائي. لاشك ان زيارة الرئيس الأسد الى روسيا ولقاء القمة الذي يعقده مع الرئيس ديمتري ميدفيديف يؤسس لمزيد من التعاون ويسهم في تعميق وترسيخ علاقات البلدين, فضلا عن الاثر الايجابي لمباحثات سيادتهما التي لن تقتصر على تسجيل نجاحات جديدة في العلاقات الثنائية المتطورة وانما تشمل جولة أفق تتناول التطورات الاقليمية والدولية وعملية السلام في المنطقة والنزاع الدائر في القوقاز, الذي ينطوي على تهديد خطير لأمن واستقرار روسيا والمنطقة والقارة الاوروبية برمتها. قمة الرئيسين الأسد وميدفيديف هي امتداد طبيعي لعلاقات الصداقة المتينة واستكمال لمحادثات البلدين المتواصلة اسهاماً منهما في إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط استنادا الى أسس عملية السلام ومرجعية مؤتمر مدريد ,وعلى قاعدة تطابق الرؤية والموقف المشترك من قضية السلام وضرورة حل الصراعات الاقليمية بالسبل السياسية والحوار وبعيدا عن لغة الحرب واستخدام القوة والمغامرات العسكرية. وتمثل عناصر التقارب والتطابق السياسي في موقفي البلدين من مجمل التطورات في فلسطين المحتلة والعراق ولبنان وايران والقوقاز رأسمال سياسي كبير يمكن التأسيس عليه والاسهام من خلاله في لعب دور فاعل ومؤثر من شأنه ان يسهم في تطويق وحل الازمات المفتعلة والصراعات الناشئة بما ينسجم مع مبادىء وقوانين الشرعية الدولية الممثلة بالامم المتحدة. ولئن نجحت سورية وروسيا خلال السنوات الماضية ولاسيما إبان الحقبة السوفييتية في تخطي محاولات التشويش وحافظتا على علاقتهما المميزة رغم كل التحولات الدولية التي عصفت بالعالم, فإن لقاء اليوم هو خطوة مهمة نحو تعميق التعاون وتأكيد على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين تحصينا لمسيرة السلام والاستقرار وتحقيقا لمصالحهما المشتركة. |
|