|
أخبار يمكن البناء عليه والتفاؤل بإمكانية حدوث اختراق أو انفراج من اي نوع في الملفات الساخنة, يفضي إلى حلحلة العقد المستعصية ونزع الالغام الكثيرة, المزروعة اسرائيلياً وأمريكياً في درب السلام, والتي مازالت تحول دون التوصل لتسوية عادلة وشاملة للصراع, وايجاد حل للقضية الفلسطينية يلبي المطالب والحقوق المشروعة لقرابة ستة ملايين فلسطيني, وبضمنها حق العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. في ضوء ذلك لا يمكن قراءة الزيارة سوى انها محطة اخرى من محطات تقطيع الوقت وتضييعه واللعب في الزمن المتبقي لادارة بوش لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي, وتعزيز مكاسبه وقدراته وموقعه التفاوضي على حساب العرب, الذين ما أصيبوا من أمريكا الراعية ووعودها بغير الخيبات, والمزيد من المصائب والآلام والفقدان لحقوق اخرى استلبت بالقوة الغاشمة وسطوة الاساطيل, إضعافاً وإلهاءً وتشتيتاً للجهد عن القضية المركزية, وعن العدو الاساسي المهدد للوجود وللمصير , والمتحلل من كل الاخلاقيات والشرائع والقوانين وروحية السلام. لقد طرحت مسألة الوعود بشأن السلام وقيام الدولة الفلسطينية, كتحد واستحقاق لم تستطع الادارة الامريكية الحالية التصدي لهما , والوفاء بالالتزامات المترتبة عليهما والتي تستوجب حمل اسرائيل على تغيير سلوكها, وجعلها تأخذ بالخيارات البديلة لمنطق العدوان والاحتلال والترهيب , وجل مافعلته حتى اليوم صب ويصب في اتجاه التأزيم والإطالة في عمر الازمة بل والنفخ في أوارها اعتقاداً منها ان هذه السياسة تخدم المشروع الامريكي الصهيوني, والشعب الامريكي الذي استفاق ليجد ان مصلحته لا يمكن لها ان تتقاطع مع اسرائيل. واستطراداً نقول: إن المنطقة لا تحتاج لمثل هذه الزيارات المكوكية والدعائية الفارغة, وإنما إلى جهد مخلص وصادق وإرادات تضع الامور في نصابها الصحيح, وتترجم التوجه الفاعل نحو سلام لطالما تاقت إليه وسعت من أجله, وصولاً لاستقرار حقيقة معروفة السبل إليه وواضحة وضوح الشمس, وهما حاجة ملحة وماسة للجميع وللعالم الذي شبع حروباً, ودفعت شعوبه وما انفكت تدفع الاثمان باهظة للسياسات المغامرة الخاطئة والمدمرة. |
|