|
مجتمع جميع هذه الأمور تدخل ضمن مشروع حماية الطفل في المدارس الذي تعمل عليه وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونيسف منذ أكثر من عامين وعليه فإن أهم مايمكن أن يتوقف عنده في الورشة التي أقامتها الوزارة مؤخراً حو ل هذا الموضوع هي :متى يتعرض الطفل للاساءة ومما سنحميه ?وكيف سيتم تطبيق ذلك على أرض الواقع? تذكروا أنهم أطفال في البداية سألنا الدكتورة سلوى مرتضى كيف ستكون الحماية ?فقالت :عندما نعرف كيف نتعامل مع الطفل ,فإننا نستطيع حمايته ومشكلتنا في ذلك حيث تظهر في بعض الأحيان بسلوكيات غير جيدة ولاتعجبنا وتكون ردة الفعل إما بالضرب أو الشتم أو الاهمال. ولهذا علينا أن نبدأ الحماية من دراسة خصائص الطفل كل واحد فينا سواء كان استاذاً أو مديراً أو مربياً أو أباً أو أماً ومعرفة خصائص الطفل تعني عدم الاساءة إليه ومعرفة سبب كل تصرف يصدر منه. ومن جهة ثانية يجب أن يعرف الطفل ما حقوقه وما واجباته في المدرسة وفي المنزل. وعند سؤالها حول اهتمام المعلم بالطالب المجتهد واهمال الطالب الكسول?أشارت أن على المعلم معرفة الفروق الفردية بين الاطفال داخل الصف والاهتمام بالجميع لأنه يجب ايصال المعلومة لهم بالتساوي وهذا يعني ضرورة اعداد المعلم اعداداً جيداً للتعامل بشكل عادل والاهتمام بالطالب غير المجتهد أو المهمل في المنزل وعدم معاملته كأنه بنفس عمرنا. والحمد لله اليوم الوزارة تعمل على اعداد المدرس الجيد ,فهناك أربع سنوات دراسة لمعلم الصف ويأخذون اليوم الكثير عن طريقة التعامل مع الأطفال داخل الصف وفي المدرسة. دليل الحماية في مراحله الأخيرة الاستاذ عبد السلام سلامة مدير التخطيط والاحصاء في وزارة التربية قال:سبق أن أنجزنا دليلاً لحماية الطفل في المدارس وشكلنا فريقاً مركزياً لتدريب المدربين في المحافظات ,وثمّ تشكيل فرق محلية تعمل على تدريب المعلمين في المدارس وطبعاً التركيز بدأ على المرشدين الاجتماعيين والمرشدين النفسيين وهذه الورشة هي جزء من المشروع والفريق المركزي الذي يتدرب الآن سينقل هذه المهارات للفريق المحلي. وبالنسبة للدليل أجابنا:إنهم يعملون على تحليله لدليل اجرائي ,أي كيفية تطبيقه وتنفيذه .وبعد انتهاء هذه الورشة توجد ملاحظات كاملة لتحويله إلى عمل وتوزيعه على المرشدين الاجتماعيين والنفسيين (الفريق المحلي)وتوزيعه على المدارس وخاصة أنه توجد لدينا الآن مناهج جديدة. وفي سؤاله عن مدى مطابقة هذا الدليل مع المناهج الجديدة?قال:منذ ثلاث سنوات أنجزت الوزارة معايير وطنية دخلت ضمن مسابقة دولية ونحن نعتمد التدريب أيضاً على طرائق التعليم الجديدة مثل طريقة التعلم النشط ونحن سننقل العمل بشكل عنقودي نحن ندرب من 30-40 شخصاً بينهم موجهون اختصاصيون من كل المحافظات سيتوزع هذا الفريق وكل شخص سيدرب مجموعة والبداية مع المدرسين ثم المرشدين ولاحقاً سنعمل على المدرسة كاملة. كيف نحميهم متى يتعرض الطفل للاساءة وبوجه آخر متى يجب حماية الطفل? سؤال توجهنا به إلى السيدة سميرة القاضي الموجهة التربوية المتدربة في هذا المشروع فقالت:يتعرض الطفل للاساءة عندما يكون معوقاً أو إذاكان مهملاً,أو يتيماً ,أو من معهد الرعاية الاجتماعية أو مشاكساً أو يعاني من مشكلات عائلية..وبالتالي كان التركيز في تدريبنا على كيفية حماية هؤلاء الأطفال ووضعنا الأولوية للبيئة المدرسية التي يجب أن تعتمد على التدريب التشاركي أي العلاقة الحوارية مع الطفل,وليس العلاقة التلقينية وعلى المدرب أن يمتلك مهارات التواصل بحيث يقدم المدرس المادة العلمية التي تلبي اهتمامات الطفل وتدفعه للتعلم بسرعة ثم التركيز داخل الصف على الطلاب المهملين من قبل الأسرة والأقل قدرة على الاستيعاب وعدم انشغال المعلم بالطلاب المجتهدين فقط »التدريس التشاركي يحقق هذه الغاية«. وعن أنواع الاساءة التي تواجه الطفل أشارت إلى أنه توجد البيئة غير الجيدة سواء في المنزل أو بيئة المدرسة,عنف الطلاب بين بعضهم البعض,عنف الطفل مع المعلمة وجميع هذه الأمور حلقة متصلة مع بعضها البعض وبالتالي العمل على جميع هذه الجهات معاً. ومن منظمة اليونسيف حدثتنا السيدة سلمى كحالة عن عدة برامج تهتم بحماية الطفل باعتبارها مسؤولة عن هذه البرامج,مبينة وجود أكثر من مشروع يتعلق بايجاد بيئة تعليم ومدرسة صديقة للطفولة ومنها حماية الطفل حيث بدؤوا بنشر بعض المفاهيم لخلق نظام حماية يتضمن مشاركة الطفل داخل الصف في وضع هذا النظام ,إذ يجب أن يعرف الأطفال حقوقهم وواجباتهم ونتائج عدم الالتزام بالقواعد,وأيضاً أن يأخذ كل طالب حقه من الوقت والمشاركة. الأهل والمدرسة في اتجاه واحد السيدة الهام محمد:الموجهة الاختصاصية للارشاد النفسي بمدينة دمشق تحدثت عن ضرورة اشراك الأهل في وضع السياسات المناهضة للعنف في قلب المدرسة وقالت:نحن نسعى لتوثيق العلاقة مع المجتمع المحلي وبمشاركة الأطفال أنفسهم في مسألة الحماية وخلق بيئة مدرسية سليمة ,إذ نعلمهم كيف يشكلون برلمانات طلابية... وفي تجربة أولية كان هناك زيارات لست مدارس في المدينة وفي الريف تختلف في أوضاعها لنرى ما الفرق بين مدرسة صديقة للطفولة في بنائها ومعلميها وادارتها وبين أن تدخل مؤثرات خارجية تشكل نوعاً من الاساءة للطفل.. ومن خلال هذه الزيارات جمعت المعلومات كاملة حول أنواع الاساءة التي يتعرض لها الطفل وحول البناء المدرسي وتعامل المعلمين والطلاب مع بعضهم البعض-التعامل بين الطلاب فيما بينهم-علاقة المدرسة مع الأهل. وحتى نستطيع التوسع في المشروع إلى 140 مدرسة في دمشق وريفها .دوراتنا الآن هي لتقديم مهارات التدريب حتى يصبح الآخرون قادرين على مساعدتنا. |
|