|
الافتتاحية من الطبيعي أن نتوقع زيارة ناجحة بنتائج ايجابية ومعطيات إضافية على الواقعين الإقليمي والدولي. ولاتنفي أي من الدولتين تأييدها لسياسة الأخرى فيما يتعلق ب: - حق كل منهما في حماية أمنها . - تقديرها لأهمية الاستقرار في مناطق العالم الساخنة أو المتوترة . -السلام العادل والشامل في كل مناطق العالم. -العمل المشترك للتنمية والبناء. في هذا الإطار تؤكد سورية تأييدها لروسيا في موقفها لحماية أمنها سواء من التحرك الجورجي.. أم من التحدي الأميركي للأمن الروسي المتمثل بالدرع الصاروخية , وتؤيد روسيا حق سورية في استعادة كامل اراضيها المحتلة وحتى حدود الرابع من حزيران 1967 .. ونذكّر مرة أخرى أن روسيا هي شريك أساسي في القرارين المرجعيين الصادرين عن مجلس الأمن 242 و 338 وفي رعاية عملية السلام. ذلك كله سيجعل من الزيارة حدثاً يرتقب العالم نتائجه وآثاره على موازين القوى وتوجهاتها. إن فرصة فتح أبواب التعاون بين البلدين على أبعادها الكاملة متاحة اليوم بالتأكيد.. وسيؤدي هذا التعاون إلى توحيد جهود البلدين في مواجهة قوى الهيمنة والطغيان في العالم, والتي تمثلها الولايات المتحدة, وتستخدم لها أدوات سيئة منها إسرائيل. مشروع الهيمنة الأميركي كبير.. خطير.. يستثمر كل الظروف والطاقات ويخطط الى البعيد البعيد ويهدف الى تفتيت العالم ومصادرة استقلالية القرار الدولي.. وإذا كان تفتيت منطقة الشرق الاوسط أكثر مما هي عليه.. يطبخ في مواقع القوة الأميركية ومراكز البحث التابعة لها من خلال طرح دراساتها حول الشرق الاوسط الجديد , فإن الوصول الى حدود روسيا في برامج التسليح الصاروخي, وتحريك القوى الصغيرة في إقليمها هو تفتيت حقيقي للأمن, ويكشف روسيا أمام السلاح الاميركي. روسيا مازالت دولة عظمى عندما تتخذ موقف الدولة العظمى, وهي تتمتع إضافة الى قوتها بوحدة شعبها خلف قيادته.. ويمكنها أن تجد في دول العالم التي عانت وتعاني من سياسة الهيمنة والطغيان الاميركي أيادي ممتدة للتعاون وصولاً إلى سلام يحكم العالم ويفرض شروط التعاون للتنمية والبناء عليه. لانعتقد أن في كل ما نقوله ماهو خفي على روسيا .. سواء مايحكم التوجهات الأميركية الإسرائيلية إلى أوروبا والقوقاز أم الى الشرق الأوسط, ونذكر ان روسيا كانت ممن عرف هذه السياسة الاستعمارية باكراً, فكانت أول من أماط اللثام عن اتفاقية سايكس -بيكو بعد نجاح الثورة البلشفية فيها. سورية وروسيا دولتان تدعوهما كل الظروف المحيطة بكل منهما الى تعاون في مختلف مجالات الحياة دون تردد. سورية وروسيا دولتان تسعيان للسلام بكل الوسائل, وفي مختلف المواقع.. وتواجهان قوى لايمكن أن تجنح للسلام مالم تخش القوة.. التي هي عنصر مهم جداً في صنع السلام وهي ليست مقترنة فقط بالقوة العسكرية, بل لها تصريفات كثيرة. لعلاقات سورية وروسيا تاريخ عريق وأرضيه مشتركة هي المستند الأساسي لتعاونهما.. الذي نتوقع أن يبدو جلياً واضحاً في زيارة السيد الرئيس بشار الأسد لروسيا اليوم. a-abboud@scs-net.org |
|