تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مبادرات طارئة...!!

على الملأ
الأربعاء 18-2-2015
شعبان أحمد

أعادتني الذاكرة إلى الصف الأول الابتدائي... حينها كانت مدافئ الحطب هي المعتمدة في المدارس... وكان على كل تلميذ أن يحضر معه حطبا للتدفئة من منزله...

اليوم ومع اشتداد أزمة المازوت وقلة مخصصات المدارس هناك من اجتهد وبادر من مديري المدارس وعاد إلى أيام زمان وفرض على كل طالب أن يحضر حطبا معه... وفعلاً نعم مع تلاميذه بالدفء...‏

وعند السؤال عن مبررات اجتهاده ومبادرته قال أحدهم» حصة المدرسة في الشهر حوالي مئة ليتر... هذا إن توفر... ولو افترضنا أن المدرسة مؤلفة من ست قاعات فقط.. يعني ست مدافئ... فعليك أن تدرك كم أستطيع أن أشعل المدفأة في اليوم... خاصة في هذا البرد القارس الذي لم تشهد سورية مثيلاً له منذ عقود طويلة...‏

الوضع يمكن إسقاطه على المواطن العادي الذي جرم «الغابات» تحت حجة «الغاية تبرر الوسيلة» وحجج فقدان المازوت وغلائه إن توفر... والحجة الأقوى لديه أنه سيؤمن الدفء لأولاده بأي وسيلة كانت... وهذا حق... وواجب.... والسؤال هنا:‏

إذا كانت الحكومة غير قادرة على توفير المازوت... وغير قادرة أيضاً على حماية الغابات فلماذا لم تقم بمبادرات خلاقة عن طريق المخافر الحراجية المتواجدة على كامل المساحة السورية بأن تتعاون مع السكان والجهات الأهلية بتقليم الغابات وقطع ما يمكن قطعه ولكن بإشراف الزراعة... وهذا يحقق الغاية والهدف...‏

المواطن يأخذ حصته من الحطب بإشراف الحراج الزراعية.....والأهم أنها تنظم عمليات القطع الجائر وتحافظ على الغابات بل وتنظمها...!!‏

هي حالة تستدعي من الجهات المعنية التفكير بطريقة بناءة قليلاً وأن تفكر بمبادرات خلاقة تحافظ فيها على مواردها من جهة وتؤمن متطلبات الناس من جهة أخرى....!!‏

أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى وضع السياسات والخطط والبرامج... الأمر يحتاج إلى أسس طارئة تتعلم بموجبها الجهات المعنية المسؤولة كيفية التعامل مع الأوضاع الطارئة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية