|
بيروت وفي تصريحات صحفية نشرت أمس دعا سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر زاسبكين إلى التركيز على مواجهة الإرهاب والتطرف وعدم إشعال الفتن في المنطقة والعالم مشيراً إلى انه في الوقت الذي يرفض فيه التحالف الدولي برئاسة أمريكا التنسيق مع الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب يتسرب الإرهابيون من عشرات الدول للقتال في سورية مبيناً أن الحكومة السورية يحق لها أن تتعاون مع قوى المنطقة دفاعاً عن البلاد. وفيما يتعلق بالجهود الروسية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية قال زاسبكين: ان روسيا بذلت جهودا لتنظيم اللقاءات التشاورية في موسكو وستواصلها خلال المرحلة المقبلة للتوصل إلى تفاهمات وتذليل الصعوبات. وأضاف: إننا نؤيد مبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ونعتبر انه إذا كان الوصول إلى المصالحات على الأرض عاملا مساعدا للتقدم نحو الحل السلمي فيجب أن تعتمد المصالحات على القواسم المشتركة التي تخدم قضايا التسوية السياسية وتحسين الأوضاع الإنسانية والحفاظ على سيادة سورية ووحدتها. ولفت زاسبكين إلى أن مراهنات الأطراف الغربية على إسقاط النظام في سورية سقطت مؤكداً أنه من الطبيعي أن يصرح دي ميستورا بأن الرئيس بشار الأسد يشكل جزءاً من الحل في سورية وأنه سيواصل إجراء المناقشات معه. ودعا زاسبكين إلى التنسيق مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب ووقف دعم وتمويل وتدريب تنظيمات إرهابية تقاتل الحكومة السورية. وفي الشأن اللبناني أشار زاسبكين إلى أن الحوار مطلوب بشدة وأهدافه واضحة لأنها تتناسب مع التحديات والمخاطر المطروحة وضرورة التغلب عليها. وفي السياق ذاته أكد رئيس معهد دراسات التعاون بين دول حوض قزوين سيرغي ميخييف على ضرورة تجفيف وايقاف جميع مصادر تمويل «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية الاخرى. وقال المحلل السياسي الروسي: بات واضحا أن الدول الغربية وبعض الدول الاقليمية التي تدعي محاربتها للإرهاب تقوم بشراء النفط من «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية عبر خطط سوداء وشركات خلبية موضحا أن هذا النفط المباع بهذه الطرق الملتوية يسهم في خفض سعره في الاسواق النظامية ما يعمق أزمة الاقتصاد العالمي. وأعرب ميخييف عن عدم ثقته بنوايا الغرب في محاربة الإرهاب وخاصة «داعش» لانه هو من صنع هذا التنظيم وساعده على الظهور للعلن والان يعمل الغرب على أن يتمكن «داعش» من الاستمرار في الحياة مشيرا إلى أن القصف الجوي في الصحراء والبادية لن يلحق الضرر بـ «داعش» مؤكدا أن المبادرة الروسية التي صنعت قرار مجلس الامن الدولي رقم 2199 مهمة من حيث المبدأ ولكن تطبيقها على أرض الواقع سيكون معقدا جدا لانعدام الثقة تماما بالدول الغربية. وأشار المحلل السياسي الروسي إلى أن مجلس الامن الدولي لم يكن مؤسسة فعالة دائما وقد يكون قراره بمنع شراء النفط من «داعش» و«جبهة النصرة» قرقعة فارغة ولكن من جهة أخرى اذا جلب هذا القرار أي أثر ايجابي مهما قل حجمه في تقليص عمليات تمويل «داعش» فسيكون نافعا مع أنه لا يمكن عقد الامال على التقيد بهذا القرار بحذافيره. |
|