|
الصفحة الأولى لينتقل المشهد الداعشي بنا من ثأر الأردن إلى ثأر مصر، ويبقى في تكراره إلى أن تصبح حدود الثارات مطابقة تماماً لغايات (الثورات العربية )..الفوضى. بين الثورات والثارات لا يزال الغرب يلوك وقت المنطقة، نافخاً من فوهة تنينه الداعشي كل المبررات لإشعال الحرائق وإطفائها، على طريقة (الرفش) الأميركي، وإن جاءنا كتّاب الغرب وعلى رأسهم روبرت فيسك، بنبأ أن الحرب على داعش، حرب يتقاتل فيها العرب، أما الأميركيون والإسرائيليون فينعمون بالسلامة ..إن جاءنا هذا النبأ فلن نتبيّن لأننا ما عدنا بحاجة للتبيّن، فالمستور أفضح من أن يكشف ويستكشف، وروائح السياسة الغربية باتت تُبْصر وتُسْمع وتُذاق وتُلمس أيضاً دونما التباس.. روائح السياسة الغربية أزكمت المنطقة بداعش، و بات البعض لا يشتم سواه أو لا يريد إلا اشتمامه، وجل اهتمامه أن تبقى الأنظار متوجهة إليه، في حين تختلس واشنطن ما تختلس لمصلحة لعبتها على الأرض العربية، صوناً لمكانتها القطبية، أما ما تبقى فليس أكثر من كومبارس موظف لدى (هوليود) السياسية الأميركية، وان بدا بدور بطولي، كأن تستضيف عاصمة الإرهاب الرياض اجتماعاً عسكرياً للتحالف الستيني ضد داعش، فذلك لا يعني أن الكوميديا ليست من السيناريوهات الأميركية المرسومة في تكرارها، حتى تبلغ الذروة في تصديق الكذبة. في لعبة تصديق الكذب قد يتفاوت الاحتراف لكن الائتلاف يبدو الأبرز، حين يتحدث زعيمه عن تعويل على السعودية في النهوض بسورية على طريقته طبعاً، بل الأكثر من ذلك أن «الخواجة» بحث وفتش عن مكتسبات (الثورة) في سورية، فلم يجد أهم من مقعده في الجامعة العربية، ولم نجد نحن أكبر من كذبته تلك التي صدق فيها، إن هذا الكيان أي الجامعة موجود، وله قرار، وهو في آخر قراراته أجّل اجتماعاته من أجل اليمن، إكراماً وإجلالاً لاجتماع بعد أيام يُعقد في واشنطن من اجل الإرهاب شكلاً، ويبدو مضمون الاجتماع حزمة من الأوامر الأميركية تنتظرها الجامعة.. تنتظر الجامعة ما تنتظره، ومعها ينتظر كل الموظفين في الكومبارس الأميركي، ليبقى انتظار أردوغان هو الأكثر قلقاً حين يَلْمح على حدوده الجيش العربي السوري وهو يسد شريان الإرهاب التركي، ويُخرج حلب من حسابات أنقرة، منهياً حلم المنطقة العازلة، ومعلناً أن شركاء التحالف والخراب ليسوا إلا سراباً خارج سراديبهم ... |
|