|
الصفحة الأولى أعتقد أن تلك الرؤية تحظى اليوم، بفعل الأحداث المتتالية، بنسبة كبيرة من الصوابية. الغرب ومن قبله إسرائيل جنوا – حتى الآن – مكاسب بلا حدود، تتجاوز الربيع والصيف والفصول الأربعة الذي جناه الحالمون العرب. هم من جهة يسعدون بالموت اليومي وبالمئات لهؤلاء المقاتلين الذين يشكلون لهم تحدياً قائماً أو قادماً دون أن يطلقوا طلقة واحدة، إلا لمساعدتهم وتشجيعاً لهم!!. ومن جهة ثانية يبددون مقدرة الجيوش والبلدان العربية ليضعوها في موقع العجز المتنامي إلى حدوده النهائية. في اطلالته الأخيرة أطلق سماحة السيد رؤية ثانية لافتة إذ أشار وكرر أن وجهة داعش الأخيرة هي مكة والمدينة. بل وجه خطابه إلى السعودية بشكل صريح. ذلك أن داعش تختص في هذا المقام بأنها أعلنت الخلافة التي لن تصح ما لم تبسط سلطانها على مكة والمدينة وقد عين البغدادي أميراً لكل من الحاضرتين. ولذلك خصص هذا التوجه بداعش علماً أن الخطاب ركز كثيراً على وحدة المنظمات الارهابية بالشكل والمضمون. قد تبدو مكة والمدينة بعيدتين اليوم عن متناول داعش ... وقد يتوهم أحدٌ أن غير مكة والمدينة بعيدة عن استهداف المنظمة الارهابية. لكن الطريق إلى مكة والمدينة طويل وبعيد وقد يمر بعمان والكويت وحتى الدوحة ... وربما أبعد من ذلك بكثير ... القاهرة وتونس واليمن وحتى أوروبا وواشنطن ...!!؟؟ ليس في تاريخ الارهاب الوفاء لصانعيه ومشغليه. هذا ما ينبئكم به – أكثر ما ينبئكم برجا التجارة العالمية في نيويورك و 11 أيلول الدامي - وبالتالي ليس من محصن ضده ... ثم هذه داعش وهناك غيرها منظمات كثيرة تعمل، ولكل منها مكتها والمدينة ... فإن كانت المقصلة الدولية قد أعدت لداعش اليوم، من يمنع تدعيش النصرة والجبهة الاسلامية وكل مشتقات الاخوان المسلمين ؟! هل بينهم من يعارض فكرة الخلافة ودولتها وأن الاسلام كما يرونه هو الحل؟! الاسلام كما يرونه تحديداً ... لأنهم جميعاً يكفّرون من لا يرى الاسلام مثلهم، حتى انهم جعلوا من الاسلام هو المشكلة وليس الحل ... فهي رؤية واحدة وحيدة مفروضة على الجميع. لا تخصيص في محاربة الارهاب ... لا في الجغرافيا ولا في التنظيمات التي يتبع إليها ولا حتى فيما يشرح ويقول. الارهاب هو الارهاب، كل لا يتجزأ ... وهكذا يجب أن يحارب «حيث ثقفتموهم».... تماماً كما يحاربه الجيش العربي السوري. |
|