|
معاً على الطريق وفجّر للسيد كلينتون فضيحة جنسية لعبت فيها مونيكا لوينسكي دور البطولة، فهل يكتفي نتنياهو اليوم بما أحدثه من انقسامات داخل الكونغرس؟! أم أنه يخطط لإلحاق الأذى بالسيد أوباما والحزب الديمقراطي؟!. حتى الآن من الواضح أن الانقسامات لن تقتصر على الشيوخ والنواب الأميركيين، إنما ستنسحب على الإسرائيليين أيضاً، الذين تبدو حالهم كحال الأميركيين لجهة الانقسام، بين مؤيد ومعارض لدعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس في الثالث من آذار المقبل، أي قبل أسبوعين فقط من موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر منه. أحرق نتنياهو أوباما، أم نجح أوباما بقهر نتنياهو، ليس مهماً، على أن المهم هو أن يلتقط العالم الفرصة المتاحة لوضع اليد على كذبة الديمقراطية الأميركية وعلى قذارة الطرفين، وأن يتلمس حقيقة التأثير المتبادل بين أميركا و(إسرائيل) بالاتجاهين؛ وأن يرى حجم اللوبي الصهيوني في أميركا وثقله في قرارات البيت الأبيض، وأن يجيب عن الأسئلة المطروحة حول دور واشنطن المزعوم بإدارة ما كان يسمى (عملية السلام في الشرق الأوسط)، وحول مؤهلاتها للعب دور الراعي لها في ظل هذه المعطيات، وفي ظل ما يحدث من سجالات تدور حول تقبل زيارة نتنياهو من عدمه. الولايات المتحدة دولة عظمى، ويفترض أن لها سياستها وتقاليدها، كما يفترض أن عظمة قوتها لا تسمح لأحد في هذا العالم أن يُملي عليها ما يتعارض مع مصالحها، أو أن يفرض عليها رؤية محددة في قضايا استراتيجية كانت أم تكتيكية، فمن تكون (إسرائيل) لتفرض وتملي وتتحدى وتهدد كياناً بحجم الولايات المتحدة في عقر مؤسساته الدستورية؟!. السجال الدائر بين إدارتي أوباما ونتنياهو من جهة، وبين الديمقراطيين والجمهوريين من جهة ثانية، وبين الأحزاب الإسرائيلية من جهة أخرى، حول إلقاء نتنياهو خطاباً في الكونغرس، هل كان سيقع ما يماثله لو أن دعوة أميركية مماثلة وُجهت لأي رئيس حكومة في هذا العالم؟ أم أن السجال الحاصل بذاته يفضح الطرفين والعلاقة غير النظيفة بينهما؟!. وهل صحيحاً أن حرص واشنطن على نزاهة وقدسية العملية الانتخابية داخل الكيان الإسرائيلي جعلها ترفض الدعوة والخطاب؟ أم أنها تخشى الأثر الذي سيتركه خطاب نتنياهو على أعضاء الكونغرس بخصوص المفاوضات النووية مع إيران؟ وهل يمتلك نتنياهو من القوة والسحر ما يكفي لجعل الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين تنقلب على البيت الأبيض، أو تسعى لتعطيل قراره، أو تمنعه من إتمام المفاوضات، وصولاً لإنجاز اتفاق دولي مع طهران؟. في كل الحالات، ومهما كانت الإجابة على هذه التساؤلات المشروعة التي يقع على العالم واجب طرحها، تبدو الولايات المتحدة في موقف صعب.. معقد ومحرج، فإما أن تتعرى سياسياً وديمقراطياً وتظهر على حقيقتها أمام ذاتها والعالم، وإما أن تعترف بأن (إسرائيل) تقودها وترسم سياساتها، وأقلها تشلّها وتمنعها وتعطلها وترغمها على قبول التعاطي مع المصالح الإسرائيلية كأولوية تتقدم حتى على المصالح الأميركية، وإما أن تقر بضعفها، وبقدرة (إسرائيل) على إحراق البيت الأبيض ما لم يكن ليناً بيدها مطواعاً لها؟!. |
|