تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا يَسَعُني

ملحق ثقافي
الثلاثاء21/2/2006
عـــــامر حمــــد

لو تفتَّتَ حجر الظل وامتدّت يدٌ لو حارب النسرين في تجاويف البداية لو حاذى القلب المُولَع بالفيروز غيم الصحو... «أيّ قامات ستختار السلالة ؟» - إلى جهينة عند بلوغها الرابعة والأربعين - الليلك:

اتّزني، اتّزني يا مواعيد النساء، فَلَكِ تَنْسَدل الستائر، بأقمشة الهذيان المنسوجة بخيوطٍ من عُلّيقٍ, وحرير من كلام. اتّزني, ليقرعَ وهْجكِ المُدَوّي عتمة المكان وهمس الدعابات النحاسية وهي ترنّ كصنجٍ على صَدْرٍ من شهوةٍ ونحاس. واتّزني على هذر الغواية المبعثرة مثل كلام الحكماء وطيش مراهناتهم. وتسلّلي إلى الخُفُوت المُثَرثرِ لتجرَّ ديوك الضوء المُنْتَشية الفجر إلى مَكَامن النهار. القرنفل: انفخ في الهواء عزلة نومك وكسل ملمسك، واغسل الفجر بقهوتك من الضباب الهاذي، لتنفتح مسارب الروح وتتسلّل الشمس إلى نبيذ أجسادنا.. فما من ولوج إلا مخضَّب بخطاك, وما من ثرثرة فوق حصى النهر المحدرجة إلا ما يتركه حافرك من بوح عطرك. الجوري: الذين ينفضون عن قمصانهم فخاخ الشوك يجفلون كعصافير المساء المتسلّية بنهاية يومها.. إذ تُعدّ الليل لبرودة الصباح، وخمول شمسه، وفناجين قهوته. فأنت سجلّ الرفوف وقرطاسية الغبار، تُرَوّض المرايا السحيقة كالشكوك، لتُؤرّخ البستاني في اغترابه الموثق إلى الرماد، وتتكئ على ألق الرماة المبتسمين كي تلامس ساق الفرح وموائد الغيب. إنّك أنت مواء الشوك على خمار الهمود.. وأنت, أنت فزع التربة من زرد الشوك فيك.. فإلى متى تجادلني بفكر أزعر, ورأي ذي خوابير؟!! الآس: كان ما كان, نعاس جرّ السفوح كبغل, فليس من خرائب وحطام يحتدم هذا الذي يقلّد الغيم في اتّزانه الراعش تحت لهاث الريح على ثدييه.. وليس من ثقل النعاس على جفنيه ينسلّ مبهماً خفيفاً سؤال القلق. وإذ يعدّ المكان لعزلته التي تجوب سطور الزوار المارّين إلى مآتم الخليقة.. إذ ذاك يستدرج فحولته العارية من مشهد أبيض يضيء صيحته المهجورة على بساط من مداخل خضراء لا تعرف الغياب، إنه ثغاء يقينيّ يبعثره الآس ليفتضَّ بكارة المكان قرب مقابر المكان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية