تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعهد الصناعي بطرطوس ..الخريجون بلا عمل.. والطلاب يحجمون عن التسجيل!

مراسلون
الأحد 3/2/2008
محمد زهرة

لا يخفى على أحد ما للصناعة من أهمية في تقدم البلدان, بل هي المعيار الرئيسي لتطور بلد ما وتقدمه عن بلد آخر, فهل يا ترى تلقى الصناعة في بلادنا أي اهتمام?

على الرغم من أن محافظة طرطوس, محافظة زراعية وسياحية بالدرجة الأولى, وليست محافظة صناعية, إلا أن الاهتمام بالزراعة والسياحة ليس جيداً جداً, فكيف سيكون جيداً بالصناعة?!‏

في عام 1984 بادرت وزارة التربية بافتتاح المعهد الصناعي في مدينة طرطوس, وكان فيه آنذاك حرفتان فقط (كهرباء, محركات) ثم أضيف إليهما حرفتي الالكترون والانشاءات (اللحام).‏

وقد تم الانتقال إلى البناء الجديد عام 2000م, والمعهدالحالي يستوعب سنوياً حوالى 300 طالب وطالبة, موزعين على أربع حرف هي:‏

تقنيات كهربائية (80 طالباً وطالبة), تقنيات الكترونية (80 طالباً وطالبة).‏

إنشاءات معدنية (80 طالباً وطالبة), ميكانيك المركبات (120 طالباً وطالبة).‏

كما يتألف المعهد من ثلاثة طوابق للنظري, و4 كتل للعملي, بالإضافة إلى مستودع وصالة ومكتبة فقيرة بالكتب, والمعهد يضم 16 شعبة للسنتين الأولى والثانية, والمعهد الصناعي هذا هو المنشأة التعليمية الوحيدة في المحافظة.‏

وقد بلغ عدد الخريجين من هذا المعهد منذ عام 2000م وحتى اليوم 1220 طالباً وطالبة, فأين يا ترى قد ذهب هؤلاء بعد التخرج?‏

معاناة حقيقية: السيد أحمد علي حسن مدير المعهد الصناعي أجاب على سؤالنا بالقول: لقد ذهب قسم من هؤلاء الخريجين إلى كليات الهندسة (بنسبة 3%) حيث كانت نسبة القبول في الهندسات من المعهد (5%) ثم انخفضت مؤخراً إلى (3%), أي أن حوالى 40 طالباً وطالبة قد ذهبوا إلى الهندسات خلال السنوات الست من عمر المعهد الجديد.‏

أما البقية من الطلاب فهم لا يعملون أي عمل, لعدم وجود أي مسابقة لتعيين هؤلاء منذ ست سنوات!‏

وقد تم الاقتراح ومنذ سنوات عديدة بأن يتم تفضيل خريج المعهد الصناعي للقبول في المسابقات أو التعيينات في وظائف الدولة, لكن لم يتم الأخذ بهذا الاقتراح.‏

إذاً يمكن القول إن مئات الطلاب يقذفون إلى الشوارع سنوياً من خريجي هذا المعهد, نتيجة عدم وجود مسابقة, وعدم وجود منشآت صناعية أو مناطق صناعية في المحافظة.‏

وللأسف فإن رجال الأعمال في المحافظة بشكل عام لا يساهمون بتأمين فرص عمل للبعض من خريجي المعهد, على الرغم من أن ذلك يحدث في معظم دول العالم.‏

وأضاف السيد حسن قائلاً: للأسف هناك تراجع في عدد المسجلين في المعهد سنوياً كون الطلاب لا يرون أي مسابقة للتعيين, وبالتالي فإن المستقبل أمامهم معتماً, وإذا اطلعنا إلى جدول أعداد الطلاب المسجلين في المعهد فإننا نلاحظ انخفاض العدد سنوياً حيث كان سنة 2003-2004م مثلاً 234 خريجاً بينما انخفض إلى 160 خريجاً السنة الماضية.‏

وهناك نسبة 15% من هؤلاء يسجلون في المعهد للحصول على مصدقة التخرج من أجل الخدمة الالزامية.‏

مطالب مهمة: وختم السيد حسن حديثه بالقول: إن هذا المعهد يجب أن يكون مصدر إنتاج, حيث يمكن تحقيق مبلغ مليون ليرة سنوياً من إنتاج المعهد, ويجب ألا نرسل إلى هذا المعهد إلا الطلاب المتفوقين فوجود 40 طالباً متميزاً أفضل من وجود 500 طالب ليسوا بالمستوى المطلوب, هذاإذا أردنا الاهتمام بالصناعة فعلاً. كما يجب أن يكون القبول في الثانويات الصناعية على أساس الرغبة من قبل الطلاب لا على أساس العلامة, ويجب إعادة النظر في المنهاج في الثانويات والمعاهد على أن يتم التركيز على الجانب العملي, وكذلك إيجاد التخصص ضمن الاختصاص في المعاهد الصناعية وخاصة في السنة الثانية وإيجاد فرص عمل لخريجي المعاهد بالطريقة المناسبة, واعطاء قروض ميسرة لخريج المعهد الصناعي(لفتح حرفة بعد التخرج).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية