تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خفافيش الظلام

حديث الناس
الأحد 3/2/2008
وليد محيثاوي

اساليب عديدة واشكال متنوعة للفساد الاداري الذي يمارس في المؤسسات المعنية بهموم ومشاكل المواطنين على مختلف مستوياتها,

واذا كانت القصور العاجية والسيارات الفارهة تعتبر مكتسبات لانقاش فيها للكرسي الذي يلتصق به من يصل اليه, فيمنعه احيانا من مشاهدة الواقع وما يجري حوله حتى لو اكتفى بفتح نافذة مكتبه الكفيلة احيانا ان تجعل بعض مدراء الخدمات بكافة مناصبهم ومواقعهم ان يشاهدوا حجم التقصير واللامبالاة والابتزاز والفساد لكن البعض يغلق ابوابه ونوافذه ويصدر التعليمات المعرقلة والمعطلة تاركا لنفسه مفاتيحا خفية يمتلكها عدد من المقربين بالعمل ليكونوا حلولا ناجعة لمن تواجهه العقبات.‏

واللافت للانتباه ان المواطنين ادركوا اللعبة, فباتوا يبحثون عن خفافيش الظلام الذين يمتلكون تلك المفاتيح والقادرين على معالجة المشكلات كبرت او صغرت, وتمرير المخالفات وتسويف الشاكين وتمييع القرارات حسب مصالحهم, على ان يبقى رأس الهرم منزها بعيدا عن كل هذه الامور.‏

لن ادخل بمواضيع التجاوزات في الواقع الخدمي وابوابه الواسعة انما لفت انتباهي مؤخرا ان شاهدت احداً ممن يدعى بخفافيش الظلام دون ان يعرفني وهو يبازر شاباً ينتظر فرصة عمل ودوره في مكتب التشغيل بعيد, واستمعت اليه وهو يحدد المبلغ المطلوب لتعيينه بعقد سنوي لدى احدى المؤسسات حيث تجاوز الرقم المئة الف ليرة سورية موزعا من قبله على مكتب الدور مرورا بالجهات المعنية وصولا لقرار العقد والملفت اكثر ان الشاب وبعد جهد للوصول الى هذا المفتاح لمشاكله الحياتية اجابه انه لو كان لدي هذا المبلغ لما وجدتني امامك..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية