تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اغتيال الدولة الفلسطينية ...قبل قيامها!

شؤون سياسية
الأحد 3/2/2008
عبد الحليم سعود

بموازاة الحصار الجائر واللاإنساني الذي تفرضه (إسرائيل) على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم,

تتابع إسرائيل سياستها المكشوفة لتهويد القدس تمهيدا لإقامة الدولة اليهودية الموغلة في العنصرية الخالية من سكانها التاريخيين بعد أن أعطاها الرئيس الأميركي جورج بوش الضوء الأخضر للمضي في مشروعها التهويدي.‏

وقد سبق أن كشفت منظمات صهيونية في تقارير لها أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية مستمر على قدم وساق وبوتيرة كبيرة وبالطبع تحتكر مدينة القدس المحتلة باعتبارها أبرز نقاط الخلاف الحصة الكبرى من هذه المستوطنات.‏

وإذا أضفنا إلى ذلك ما تم كشفه قبل مدة من الزمن عن استمرار مصادرة (إسرائيل) لآلاف الدونمات في القدس وإصدار عشرات أوامر الهدم بحق المنازل الفلسطينية في المدينة تصبح الصورة تامة الوضوح (فإسرائيل) التي لم تكن يوما تؤمن بالسلام تخطو في كل يوم خطوة جديدة لاغتياله واغتيال حلم فلسطينيي الشتات بالعودة, ولاشك أن وحش الاستيطان (الإسرائيلي) الذي يزحف بكل جبروته دون توقف سيغتال أيضا حلم الدولة الفلسطينية التي تم الترويج لها كثيرا في الأونة الأخيرة تحت عنوان دولة قابلة للحياة بجانب (إسرائيل) ولا يختلف إثنان في هذا العالم حول استحالة عودة اللاجئين الفلسطينيين أو قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس في ظل هذه الحملة الاستيطانية (الإسرائيلية) الشرسة.‏

وجدير بالذكر أن مفاوضات السلام التي جرت بين العرب و(إسرائيل) منذ مؤتمر مدريد وما تلاه بنيت على أساس ومبدأ واحد هو الأرض مقابل السلام, لكن استمرار (إسرائيل) بمصادرة الأراضي وبناء الكتل الاستيطانية الواحدة تلو الأخرى في الضفة الغربية والقدس وإقامة الجدار العنصري العازل يعكس مدى الرغبة »الإسرائيلية) باغتيال هذا المبدأ واستبداله بمبدأ آخر هو من قبيل الأمن مقابل السلام أو التفاوض من أجل السلام, ولم تخف قيادات »إسرائيلية) سابقة وحالية رغبتها في إطالة عمر التفاوض إلى أبعد مدى ممكن كما يجري اليوم بين حكومة العدو والسلطة الفلسطينية في رام الله, مع الاستمرار في خلق وقائع جديدة على الأرض تصعب مسائل الحل النهائي, ما يكشف أن لدى الجانب »الإسرائيلي) رغبة جامحة في إطالة أمد الصراع إلى أبعد مدى ممكن لعدم وجود أي رغبة بالسلام وإعادة الحقوق لأصحابها, وما يعزز هذا الاعتقاد هو إصرار »إسرائيل) ومن خلفها راعي السلام الأميركي ( النزيه جدا) على إنهاء كل مظاهر المقاومة الفلسطينية المسلحة حفاظا على أمن المستوطنين »الإسرائيليين), وهي لهذه الغاية تشن حربا مفتوحة ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع تمارس من خلالها أشد أنواع الإرهاب والإجرام بحق الشعب الفلسطيني وتتنكر لأبسط حقوقهم في الحياة وهو تأمين الغذاء والدواء وتقوم باغتيال أبنائه وقياداته وكوادره وتعتقل مناضليه, وأوضح صور هذه الممارسات »الإسرائيلية) ما يجري اليوم في قطاع غزة من حصار وتضييق وتجويع واعتداءات متواصلة تخلف في كل يوم شهداء جدد وجرحى ومعوقين كل ذلك والعالم المتحضر يتفرج ولا يحرك ساكنا. ويعجز مجلس الأمن الدولي الموكل إليه حماية السلم والأمن الدوليين عن استصدار مجرد بيان رئاسي يدين جرائم الاحتلال المصنفة في كل الشرائع والقوانين والدساتير الوصفية على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من الطراز الأول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية