|
مجتمع الجامعة حيث إن أكثر الفئات تضرراً في مجتمعنا هي فئة الشباب الجامعي, فالفراغ الذي يعاني منه الشباب في سورية يتعلق بساعات فراغه اليومي وكيفية استثمارها وبنشاطات الفراغ والإبداع المتيسرة له وعلاقتها بتطوير شخصيته وتحقيق ذاته وإنجاز أهدافه وطموحاته. إن مشكلات الفراغ التي تشمل الطلبة في كل المراحل الدراسية ليست مشكلة وقتية بل هي مشكلة مستمرة على الدوام كما يقول أساتذة علم النفس ما يجعلها تتسبب لهم في بعض المشكلات النفسية والصحية أيضاً, وإتيان سلوكيات تضر بهم وبالمجتمع معاً, فالطالب الذي لا يجد ما يشغل فراغه سيشغل الآخرين بما يضرهم نتيجة تذمره من هذا الوضع وعدم معرفته لكيفية قضاء عطلته أو وقت فراغه. وبعد سؤال الطالب زهير السيد (طالب في كلية الآداب - جامعة دمشق) عن كيفية استعداده لقضاء عطلته بعد الامتحان أجاب: مثل الكثير من الطلاب, قد أشاهد التلفزيون وأتابع الفضائيات, أو أتجول في الأسواق مع زملائي أو بالدردشة على الانترنت... هذا كل شيء. إن هذا حال غالبية الطلاب في الجامعة, وكل هذه النشاطات سلبية تقتل الإبداع لدى الشباب وتجعلهم بعيدين عن حركة المجتمع المتطورة, كما أنها لا تبني عندهم المواهب ولا تصقل شخصياتهم ولا تساهم في تطوير قدراتهم الفكرية والتربوية. ويقول محمد اليوسف (طالب في كلية الحقوق) إن مشكلات الفراغ وكيفية قضاء العطلة قد لا تعني الكثير للطلاب الذين لم ينجحوا في الامتحان, لأنهم سيقضون عطلتهم في المذاكرة والاستعداد لامتحان الدور الثاني, لكن المعاناة الأكبر من الفراغ هي عند الطلبة الناجحين الذي لا يعرفون كيف يسدون وقت فراغهم بنشاطات مفيدة مكافئين أنفسهم على ما أنجزوه في الامتحان الذي أجهدهم.ولأن الشباب هم ثروة المجتمع, والتخطيط لهم هو التخطيط للمستقبل, ولأن الطالب السوري متميز بالموهبة والإبداع والقدرة على العطاء, فلا بد من العمل على الاستفادة من هذه المواهب لدى الشباب واستغلال أوقات فراغهم فهو شيء ضروري وأساسي لعملية تحقيق الطموحات الإنتاجية والمادية والعلمية والتكنولوجية. هنا يأتي دور الجهات المعنية في تكثيف جهودها لإيجاد الحلول من أجل استثمار وقت فراغ الطلاب وإتاحة الفرص لهم لإشباع اهتماماتهم واستيعاب طاقاتهم المبدعة, ولهذا فإن إنجاز الخطط التي تهدف لرفع المستويات المادية والحضارية في أي مجتمع ولبناء مجتمع حديث يتطلب العمل على بناء الشخصية الحديثة وصقلها لدى هؤلاء الشباب الذين يشكلون ثروة المجتمعات. |
|