|
مجتمع مع حالات سوء معاملة الطفل, ذلك يحتاج إلى تعاون الأسرة والمدرسة وكل المؤسسات الاجتماعية, والتنظيم المشترك بينهم لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة التي لا تخفي عواقبها السلبية صحياً ونفسياً وسلوكياً واجتماعياً على أطفالنا, في المركز الثقافي العربي بجوبر قدم أ.د محمد الشيخ حمود عميد كلية التربية في جامعة دمشق محاضرة بعنوان (العنف الموجه للأطفال) بدأها بتعريف العنف بأنه استخدام القوة المادية لإنزال الأذى بالأشخاص والممتلكات , فهو في كل سلوك فعلي أو قولي يتضمن استخداماً للقوة أو تهديداً باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالذات أو بالآخرين وإتلاف الممتلكات لتحقيق أهداف معينة. وعرفه (ماسلوا) أنه سلوك يلجأ إليه الإنسان لتحقيق حاجاته الأساسية نتيجة الإخفاق والفشل في إشباع الحاجات الفسيولوجية, وسلط الضوء على سوء معاملة الطفل وحددها بثلاثة أشكال رئيسية هي:سوء المعاملة الجسدية, وتعني استخدام الوالدين أو من يرعى الطفل أو غيرهما للقوة البدنية وتوجيه الأذى والعقاب الجسمي للطفل, وتتضمن سوء المعاملة الجسدية أفعالاً مثل: دفع وضرب وركل وعض وصفع وخنق وحرق الطفل أو أشياء أخرى شبيهة بذلك. وسوء المعاملة النفسية وتعني ارتكاب أفعال سلبية ضد الطفل مثل رفضه أو إهانته أو عزله وتتضمن كذلك الإساءة اللفظية للطفل وتقع سوء المعاملة النفسية للطفل في ثلاثة أنماط- الرفض أي تجنبه لما يشعره بالنقص وبأنه غير مقبول والإهانة تعني النقد المستمر للطفل- والسخرية منه واستخدام ألفاظ تحط من قدره وتهديده بالأذى الجسدي والنفسي والعزل, ويقصد به حرمان الطفل من الاتصالات الاجتماعية خارج الأسرة, والشكل الثالث لسوء معاملة الطفل هو الإهمال, ويقصد به التقصير في تلبية الحاجات الرئيسية للطفل, مثل حرمانه من الغذاء أو الملبس أو المأوى أو الرعاية الطبية عمداً, وإهماله عاطفيا وتعليمياً. وأشار المحاضر إلى أسباب العنف وأولها أسباب اجتماعية مثل غياب معايير عامة في مجالات الحياة المختلفة, وانخفاض قيمة احترام الآخر والتنشئة الاجتماعية مثل استخدام العقاب البدني تجاه الأبناء والتسلط الأبوي داخل الأسرة والخلافات الزوجية والأسباب الاقتصادية: مثل انتشار البطالة وخاصة بين الشباب وانخفاض مستوى المعيشة.أما الأسباب الإعلامية مثل مشاهدة العنف التي قد تنشط الأفكار المرتبطة به وتقليد ما تعرضه وسائل الإعلام المختلفة من سلوك العنف. وللعنف أسبابه النفسية مثل التوتر الذي ينتج عن وجود بعض الحاجات غير المشبعة والضغوط النفسية والإحباط.وركز د. محمد على الحلول المتوفرة لمواجهة ظاهرة العنف الموجه للأطفال. الحل التربوي: إن الأنظمة التربوية في أنحاء العالم تتبنى نظريا المبادىء التربوية الحديثة وتسعى إلى تطبيقها في إطار المدرسة فالقوانين الناظمة للعمل التربوي في المدرسة تمنع استخدام الضرب والعنف في المدارس, ومع ذلك فإن المسألة تبقى نسبية, فاللجوء إلى أسلوب العنف في المدرسة ظاهرة دولية, ولا يزال عدد كبير من الناس يعتقد أن النظام التربوي كفيل بتغيير شكل أي مجتمع وتطويره, ولكن الحقيقة هي أن مهمته في مجتمع يسوده الفقر والكبت وثقافة الإقصاء هي حمايته والإبقاء عليه. ثانيا: الحل النفسي (السيكولوجي) حقق الإرشاد النفسي نجاحا في خفض حدة السلوك العدواني وسلوك العنف , وهنا يتم توجيه الإرشاد إلى الآباء الذين يمارسون العنف ضد أطفالهم من جهة, وإلى الأطفال الذين اكتسبوا السلوك العنيف . الحل الاجتماعي والاقتصادي: إن عدم تكافؤ الفرص بين الشباب وعدم توفرها يعد عاملاً مهماً في مشكلة العنف,والوضع الاقتصادي السيئ ,وعدم الشعور بالأمن من شأنه أن يؤثر في تماسك الأسرة وتكاملها.ويعرض الصغار إلى مختلف الخبرات والتجارب القاسية والإحباط المتواصل نتيجة تشغيل الأبناء في سن مبكرة بما قد يكون أحد عوامل انحرافهم. وأخيراً الحل الفكري والأخلاقي:التوجه الأخلاقي لا بد أن يأخذ الدور المناسب له لتحقيق الوقاية التي تعد خيراً من العلاج,ويعد غياب أو ضعف الوازع الأخلاقي لدى الكثير من الشباب سبباً في انحرافهم وإن اعتماد الإرشاد معهم ومساعدتهم على اكتساب القيم الأخلاقية القيمة دون أي تطرف يسهم في خفض السلوك العنيف لديهم. |
|