|
البقعة الساخنة فخلال السنوات الست الماضية كان ثمة مخططات شيطانية تستهدف المنطقة بدأت مع الاحتلال الأميركي للعراق وانتهت بالحرب العدوانية على غزة مروراً بحرب تموز 2006 على لبنان التي لا يمكن استذكارها من دون استحضار التصريح الخائب للوزيرة الأميركية رايس: من أن المنطقة تشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد. فعلاً لقد ولد شرق أوسط جديد.. لكن بمعادلات جديدة أحدثت متغيرات مهمة على الأرض تتناقض مع رغبة الإدارة الأميركية السابقة التي عبرت عنها رايس، فحرب تموز 2006 والحرب على غزة غيرتا الخريطة في المنطقة وستؤثران- كما أكد الرئيس الأسد- على أي عمل سياسي يتعلق بعملية السلام في المستقبل. فمن المعادلات التي طرحت بعد فشل العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان معادلة الثمن والثمن المقابل، ومن أهم المتغيرات التي حدثت نشوء وتشكل بداية وعي عربي لأهمية المقاومة التي جعلت اسرائيل تنتقل من فشل إلى فشل تجسد مؤخراً في هروبها نحو التطرف الذي يعبر بدوره عن مأزقها الداخلي وعمق الانقسام الحاصل وقلقها وعدم وضوح الرؤية لديها. وفي سياق الحديث عن المتغيرات لا يمكن تجاهل المتغيرات الدولية والاقليمية التي لم تأت من فراغ ولم تحصل محبة بالقوى التي قاومت ومانعت، وإنما حصلت بفعل وقدرة هذه القوى على تغيير الواقع والظروف بمنطق الحق والقانون وقوة المقاومة وعزيمة وإرادة الصمود. القمة العربية المقرر عقدها في الدوحة خلال اليومين القادمين مطالبة بالتقاط المتغيرات والمعادلات الجديدة والتأسيس عليها للخروج بقرارات حدها الأدنى إعلان دعم المقاومة ضد الاحتلال ووقف التطبيع مع اسرائيل والالتزام بالمقاطعة ومخاطبة الدول والقوى الأخرى التي تساندها بلغة المصالح وخاصة أن العالم اليوم يبدو أكثر أمناً بلا بوش ويميل إلى الحوار مع إدارة أوباما الجديدة. |
|