|
شؤون سياسية من أن يسارع إلى إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي لدعم المجهود العسكري هناك وتعزيز قدرات الاحتلال الذي تتزعمه الولايات المتحدة، وتحدث الجنرال مكيرنان إلى الإعلام وأوضح أن تعزيز القوات وزيادة عددها «لم يكن استنهاضاًَ مؤقتاً للقوى وارتقاءً عابراً بقدراتها وأنه ينبغي استدامة هذه العملية لفترة زمنية قد تطول». ولن يكون تعزيز القوات الأخير وزيادة عددها هو نهاية المطاف في مهرجان زيادة عدد الجند ودعم القوات والارتقاء بقدرات الاحتلال، إذ كرر مكيرنان طلباً سابقاً رفعه للقيادة العليا ملتمساً امداده بعشرة آلاف جندي، ولم يستبعد وزير الدفاع الأميركي إرسال قوات إضافية أخرى إذا استدعى الأمر. وقد اغتنم وزير الدفاع الأميركي غيتس فرصة لقائه بوزراء دفاع حلف الناتو في بولندا ليستحث همم حلفاء أميركا ويحضهم على تقديم المزيد من الدعم لأفغانستان، وفي غضون ذلك حذر الأمين العام لحلف الناتو من أن الناتو «لايملك دفع الثمن الباهظ للإخفاق في أفغانستان». لقد اشتكى وزير الحرب البريطاني جون هاتون من أن بلاده وفت بالتزاماتها وأنها تنهض بالأعباء التي ألقيت على كاهلها على أكمل وجه وتمنى أن يحذو الآخرون حذوها وقال بهذا الصدد: «ينبغي على أعضاء حلف الناتو من الدول الأوروبية القيام بالمزيد وإبداء تعاون أكبر» وعلى أثر ذلك وعدت إيطاليا بإرسال 500 من جنودها، في حين بينت ألمانيا أن بإمكانها إرسال 600 جندي، وأوضحت أن هؤلاء سيرسلون إلى شمال أفغانستان الهادئة نسبياً، ولم تتعهد فرنسا بإرسال المزيد من قواتها وفي حين أعرب غيتس عن خيبة أمله لضن معظم الدول الأوروبية برجالها وشح ماتقدمه من عون في هذا المجال، فإنه حث أعضاء الناتو على زيادة مساهمتهم في مد يد العون الاقتصادي وتقديم المساعدات في حقل تدريب قوات الأمن الأفغانية. وتواجه الولايات المتحدة وضعاً عسكرياً متدهوراً يتفاقم ترديه بشكل واضح في أفغانستان، وكان الجنرال مكيرنان قد قال معلقاً على مسألة تعزيز القوات «ماتتيح لنا هذه الخطوة القيام به هو أنها تمكننامن تغيير ديناميكيات الوضع العسكري، وتسمح لنا بتغيير طبيعة القوى المحركة التي نسيطر عليها والتي تضبط إيقاع الوضع الأمني». ثمة محللون أميركيون لايتوخون نفس الدرجة من الحذر الذي أظهره قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وهم لايقرعون أجراس النذير ليحذروا قومهم من أن أهوالاً تتربص بهم على الطريق، وأنه ينبغي المسارعة في مواجهة هذا التحدي وأن يسابقوا الزمن لدرء السقوط في الهاوية التي لاحت نذرها. وها هو جون ناجل من مركز الأمن القومي الأميركي الجديد يتحدث لصحيفة «الأوبزرفر» البريطانية فيقول: «المشكلة الكبرى المباشرة التي تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان الآن هي وقف النزيف، فالخسائر في الأرواح مروعة، وماهذا الجيش المكون من 30 ألف جندي سوى مرقاة (جهاز يأتي بشكل رباط مطوق يستعمل لإيقاف النزيف وتدفق الدم) إلا أن هذا هو كل مافي حوزتنا حالياً، فإذا ماقدر لأوباما أن يحكم ويستمر عهده لفترتين فإنه بنهاية حقبته في المنصب ربما لن يظل هناك في العراق على الأرجح سوى حراس السفارة من قوات المارينز، لكن سيبقى في أفغانستان عشرات الآلاف من الجنود». أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وفي بيان مفصل رفع إلى لجنة الكونغرس الأميركي حذر من خطورة الوضع وقال: «نحن نخسر الحرب ونندحر في أفغانستان وباكستان وليس لدينا سوى عامين على الأكثر وفي أفضل الأحوال، لنتدارك الأمر ونحاول قلب موازين القوى وعكس النتائج لصالحنا بشكل حاسم». وقد ذكر كوردسمان وبشيء من التفصيل فداحة خسائر الأميركيين والقوى المتحالفة معهم. إلا أن كوردسمان شدد على أن مثل هذه التفاصيل رغم فداحتها تعتبر هامشية قليلة الأهمية أمام حقيقة تنامي نفوذ حركة طالبان وتعاظم هيمنتها في أفغانستان والرافضة لهذا الاحتلال. |
|