|
بيروت التقت الثورة السيدة فيرا يمين عضو المكتب السياسي في تيار المردة اللبناني وكان هذا الحوار: < في ظل المتغيرات الدولية ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، لبنان إلى أين يسير؟ << معلوم أن لبنان دولة متأثرة بمحيطها وغير منسلخة عنه مهما حاول البعض إيهام الرأي العام أنه قادر على جعل لبنان وطناً غير معني بما يحيط به، وخصوصاً أنه البلد الأكثر تهديداً بحكم واقعه الجغرافي وحدوده الجنوبية مع الكيان الصهيوني، غير أن ما حققه لبنان في آب 2006، من انتصار مبين على العدو الإسرائيلي في عز تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد واعتبار لبنان البوابة لهذه الخارطة على ما قالت وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس فرض إذا لم نقل معادلة جديدة أقله قراءة مختلفة للواقع في المنطقة فسقط المشروع الأميركي لعوامل عدة أبرزها انتصار لبنان، عدم القدرة على حصار سورية، صمود أهل غزة وفشل التجربة في احتلال أو تقسيم العراق وجاءت الإدارة الأميركية الجديدة وهي تحاول منذ اللحظة الأولى استعادة التوازن أقله في قراءة الوضع في المنطقة وبالتزامن مع ذلك كان اتفاق الدوحة الذي ولكي يتم يبقى البند الأهم وهو الانتخابات النيابية وفق قانون القضاء الذي عمل له رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منذ 2005 حين كان وزيراً للخارجية والذي أقر في الدوحة كونه الأنسب في هذه المرحلة ولأنه يشبه الواقع اللبناني، الأمل أن تجري الانتخابات النيابية مع مراقبة و لو نسبية للإنفاق ولاستخدام الأموال ولكن بالرغم من كل المغريات فإن الرهان على مواطن خبر واختبر الجميع وقد استعاد صوته، وهذا الصوت قادر على التأثير وإحداث التغيير ولابد من مجلس يعي دقة المتغيرات في السياسة دولياً وإقليمياً وتأثير ذلك على الداخل والأرجح فوز المعارضة بالأكثرية ولو بنسبة معينة وفوز المعارضة يعني المشاركة أو إشراك الجميع وهذا انتصار لكل لبنان. < الأجواء الإيجابية والمصالحات العربية تسود المنطقة، برأيكم كيف ينعكس ذلك على مستقبل القضية الفلسطينية؟ << المصالحة العربية أو المصالحات، ما كانت لتتم لولا التبدلات في القراءة الدولية للمعطيات الإقليمية ما انعكس تبدلاً في المواقف العربية، بحيث بات واضحاً لدى الجميع أن إرادة الممانعة أقوى من رغبة التسليم بأمره للحاكم الدولي الذي لايهمه من الشعوب أو الدول إلا ما يتناسب مع مصالحه، وبمعزل عن ضرورات المصالحة فإنها لاشك إيجابية وخصوصاً على الدول المتأثرة التي هي ساحة مفتوحة للتجاذبات أو مرتبطة عملياً بالقضية الأم أي القضية الفلسطينية التي عادت لتشكل الهم الأساس خصوصاً بعد صمود أهل غزة الذي إذا لم نقل أسقط المشروع ولكنه وضع حداً نتمنى الاستفادة منه لاستعادة الأرض وصنع السلام العادل، من شأن هذا الجو العربي أن يحتضن القضية الفلسطينية فيأخذ أهل الأرض نفساً ويؤكد مشروعية صمودهم وأهمية مقاومتهم، المصالحة العربية تعيد الدم لشريان معبر رفح والأمل للأرض المسلوبة والتي تهود وتحد من سياسة الاستيطان التي أحرجت حتى الأمريكيين، ولكن السؤال هل يطول أمد أجواء المصالحة أم أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تستكمل بعد وضع تصورها الذي قد لايتقاطع مع أجواء المصالحة فتعود لتقطع عنا هذه النعمة؟ سؤال مشروع إذا ما قرأنا تاريخ العلاقة مع الأمريكيين! < ما المطلوب عربياً في هذه المرحلة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة؟ << المطلوب عربياً حالة من تضامن وتوافق أقله على المسلمات التي تحفظ للعرب عروبتهم، وتنأى بهم عن الصراعات المذهبية تارة والطائفية تارة أخرى والمصلحية في أحيان أخرى، توافق حول الهموم المشتركة وتوافق حول قدرة هذه المنطقة وخصوصاً اقتصادياً على إحراج مجتمع القرار الدولي مايفرض قرارات تتناسب مع الحق العربي، المطلوب قراءة نقدية لتجارب الأمس البعيد منه والقريب وتغيير في التعاطي مع الدول الكبرى وخصوصاً القضية الفلسطينية التي لاحل لأي دولة إلا بعد حلها لأنها المشكلة والحل في آن، والكل معني بها عاطفياً ومصلحياً والمطلوب أيضاً سؤال حقيقي حول دور مجلس الأمن ومايسمى بالشرعية الدولية واتخاذ موقف عربي واحد من هذا الموضوع كون الكيان الصهيوني غير ملتزم لابمجلس الأمن ولابمقرراته، ليس فقط غير ملتزم بل غير معني. < بعد رحيل بوش ووصول أوباما إلى رئاسة البيت الأبيض ما الذي سيتغير بالسياسة الأمريكية تجاه المنطقة.؟ << الرهان على تغيير في السياسة الأمريكية رهان غير دقيق كي لاأقول خاطئاً، فلطالما كانت السياسة الخارجية الأمريكية واحدة جمهورياً أو ديمقراطياً، لكن ماسبق وأشرت إليه في الإجابات السابقة فإن أحداث لبنان وغزو العراق وسياسة الممانعة من قبل سورية، فرضت تغييراً في النظرة استفاد منها الديمقراطيون الذين رفعوا سقف خطابهم الانتخابي على خلفية انتقاد سياسة جورج بوش في المنطقة ،والكل يذكر أن هذا «الخرق» بالمعنى الإيجابي انتهجه الديمقراطيون منذ زيارة بيلوسي إلى دمشق منذ سنوات إلى مسؤولين ديمقراطيين أخرين، إضافة إلى رأي أهل الاستشارة الاستراتيجية كأمثال بريجنسكي وسكوكرافت ولجنة بايكر - هاميلتون.. ما أوحى أن نظـرة الديمقراطيين متمايزة عن نظرة الجمهوريين وبدأت الترجمة الفعلية لهذا التمايز مع وصول باراك أوباما إلى سدة الرئاسة، ولكن الاستسلام لفكرة التغيير قد يكبلنا ويعيد سياسة الاستقواء الأميركية، المطلوب التعاطي مع التغيير من منطق الذي فرض التغيير على الأمريكيين وليس من منطق أن الأمريكيين تغيروا من إيجابية، لأن الخوف يكمن دائماً أن لاصديق لهم في المنطقة سوى العدو الإسرائيلي، وعلى هذا الأساس نبني تصورنا وفق أننا دعاة حوار وأن الصراع عندنا معبر للسلام العادل وليس للحرب الدائمة. |
|