تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فنـــون التســـول ..أســـاليب وأدوات

مجتمع
الجمعة 27-3-2009
رويدة سليمان

التسول في باريس فن له أساليب وأدوات وموضات أيضاً والشحاذ الماهر هو من يستطيع إثارة فضول وإعجاب الناس وليس رثاءهم وعطفهم ،

التسول عندهم ممنوع بالعرف لكنه مسموح به في الواقع بشرط لايضايق الناس وأن يتم في خفة ولا يتسبب في أي قبح في المكان .‏

في بلدنا مظاهر التسول مألوفة وأساليب قديمة وشروط العمل في هذه المهنة طول البال وحسن الاختيار ولاعمر محدد يحكم العمل بها فولو تجولت عيناك في شوارع المدينة لرأيت الطفل والشاب والعجوز و.....‏

وفي رحلة البحث عن النقود لكل منهم طريقته في الاستجداء ومواله في التوسل إلى المارة .‏

قرأت مرة عن فتاة متسولة في مدينة سياحية في بلدنا هرولت خلف سيارة كويتية وكادت أن تعرض حياتها للموت ، مما أجبر السائق على التوقف والتعاطف معها وإعطائها ما تيسرلديه عن حياته وحياة عائلته ، فهل تظنون أن هذا السائح سيعود إلى بلدنا مرة ثانية ؟‏

طفلٌ جرى ورائي مسافة يشدني من ملابسي وذراعي وهو يردد أجمل العبارات والدعوات البريئة وإذا جاز لنا أن نقيس عمره بتصرفه وبعباراته المنمقة ونظرات عيونه فانه قد تجاوز العشرين وبحساب السنين لا يتجاوز سنواته الست ولم يكن هناك مفر من إعطائه بعض النقود رغم محاولتي التملص منه ونهره ، وهنا ربما يجب أن نسأل أنفسنا من اغتصب طفولة هذا المسكين من المسؤول ؟‏

ومع وجود قرارات ومراسيم تسمح بتعين المعاقين في الدوائر الحكومية فانك تجد بعضهم يتسولون ولن تستطيع رد معاق خائباً طرق باب بيتك ليتسول بإشهاره بطاقة صغيرة أمام عينيك كتب عليها أنا أصم وأبكم وأريد المساعدة ؟!‏

الشحاذون عندهم (في باريس ) أو عندنا ...ظرفاء أو ثقلاء....يفتقدون تقدير الذات ويشعرون بالفشل، والتسول ظاهرة مرفوضة ومنظر غير حضاري وخصوصاً ان موسمه يتزامن مع موسم السياحة ولابد من الرقيب والحسيب وسدّ أبواب السؤال وتوفير الكفاية المادية والكرامة الشخصية بالعمل والانتاج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية