تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هيومان رايتس ووتش: استخدام إسرائيل الفـوسـفور الأبيض فــي غــزة جريمــة حــرب

القدس المحتلة
سانا
صفحة أولى
الجمعة 27-3-2009م
اكدت منظمة هيومان رايتس ووتش أمس ان جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلق قذائف الفوسفور الابيض على مناطق فلسطينية ذات كثافة سكانية عالية في قطاع غزة خلال عدوانه الاخير على القطاع.

ونقلت رويترز عن المنظمة قولها ان استخدام اسرائيل للفوسفور الابيض هو دليل على ارتكابها جرائم حرب بحق الفلسطينيين وان الجيش كان على علم بان الذخائر تهدد مدنيين لكنه واصل استخدامها حتى الايام الاخيرة من الحرب على غزة في انتهاك لقوانين الحرب.‏

واوضحت المنظمة ان اسرائيل اطلقت الفوسفور الابيض على احياء ذات كثافة سكانية كبيرة فقتلت واصابت مدنيين ودمرت ابنية مدنية بينها مدرسة وسوق ومخزن للمساعدات الانسانية ومستشفى.‏

ودعت المنظمة ومقرها نيويورك إلى تحميل قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية وحثت الولايات المتحدة التي امدت اسرائيل بهذه القذائف على اجراء تحقيق خاص من جانبها باستخدام اسرائيل لسلاح امريكي الصنع لقتل المدنيين.‏

وقال فريد ابراهامز الباحث في المنظمة: في غزة لم يستخدم الجيش الاسرائيلي الفوسفور الابيض في الاماكن المفتوحة فقط كغطاء لقواته بل اطلق قذائف الفوسفور الابيض مرارا على مناطق ذات كثافة سكانية عالية حتى عندما لم تكن قواته في المنطقة ومع وجود قذائف دخان اكثر سلامة, ونتيجة لذلك اصيب وقتل مدنيون.‏

وعثر باحثو المنظمة على فوارغ قذائف واجزاء من المواد المبطنة للذخائر وعشرات من قطع اللباد المحترق التي تحتوي على الفوسفور الابيض في شوارع مدينة غزة واسطح المنازل وابنية سكنية وفي مدرسة تابعة للامم المتحدة.‏

ووثق التقرير لعدة هجمات بالفوسفور الابيض بينها هجوم وقع يوم الرابع من ايار اسفر عن مقتل خمسة من افراد عائلة احمد ابو حليمة في شمال غزة واكد التقرير انه عثر على بقايا المادة في منزلهم.‏

وقال ابو حليمة 22 عاما كنت اتحدث مع والدي عندما سقطت القذيفة التي اصابته مباشرة وفصلت رأسه.‏

وذكرت المنظمة ان جيش الاحتلال كان على علم بان الفوسفور الابيض يهدد المدنيين مستشهدة بتقرير طبي داخلي عن مخاطر الاصابة البالغة والوفاة عند ملامسته للجلد او استنشاقه او ابتلاعه. واردفت انه اذا كان هدف الجيش الاسرائيلي هو استخدام قذائف فوسفور ابيض لاطلاق ستار من الدخان فكان يمكنه الاستعانة بقذائف دخان غير قاتلة مشككة بأن يأتي التحقيق الذي تدعي اسرائيل انها تجريه شاملا او محايدا.‏

وردت المنظمة على الادعاءات الاسرائيلية بأن المدنيين كانوا يستخدمون كدروع بشرية بالقول انها لم تعثر على اي دليل على استخدام حماس الدروع البشرية لافتة إلى ان وجود مقاتلين فلسطينيين في بعض الاماكن لا يبرر استخدام الفوسفور الابيض في المناطق السكانية دون تمييز.‏

يشار إلى ان الفوسفور الابيض يشتعل عند اتصاله بالاوكسجين ويواصل الاشتعال إلى درجة حرارة تصل إلى 816 مئوية حتى تنفد الكمية او يمنع عنه الاوكسجين وعادة ما يستخدم لاطلاق ستائر من الدخان ولكن قد يستخدم ايضا كسلاح ويسبب حروقا بالغة اذا ما لامس الجلد.‏

هذا وقد طالب عبد الرحيم صبير المتحدث باسم منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة.‏

واضاف صبير في حديث لقناة الجزيرة أمس ان اسرائيل استعملت مدفعية من عيار 155 ملم في اماكن اهلة بالسكان في غزة وكل قذيفة تحوي 116 شظية وفوسفورا ابيض عندما يلامس الاوكسجين يشكل حرائق مميتة بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين.‏

واوضح ان المنظمة اجرت على مدة اسابيع ابحاثا ميدانية في غزة ووجدت الكثير من الشظايا المحرمة دوليا استعملت في مناطق اهلة بالسكان بشكل متكرر حتى في اواخر ايام الحرب ما يدل على ان ما جرى سياسة اسرائيلية ممنهجة.‏

من جانبه اعتمد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مساء أمس في جنيف وباغلبية اكثر من ثلثي عدد اعضائه قرارا تقدمت به المجموعات العربية ودول مجلس منظمة المؤتمر الاسلامي وعدد من الدول الصديقة في اوروبا وافريقيا وامريكا الجنوبية وآسيا يدين وبشدة انتهاكات اسرائيل وخروقاتها الممنهجة لحقوق الانسان في الجولان العربي السوري المحتل.‏

وصوتت لمصلحة القرار 33 دولة من اصل اعضاء المجلس الـ 47 في حين امتنعت 13 دولة اوروبية عن التصويت بالاضافة الى البوسنة والكاميرون وصوتت كندا وحدها ضد القرار.‏

وقدم المندوب الدائم لسورية لدى الامم المتحدة في جنيف الدكتور فيصل الحموي مشروع القرار الى المجلس بكلمة عدد فيها خروقات سلطة الاحتلال لحقوق الانسان في الجولان السوري المحتل التي طالت جميع مناحي الحياة.‏

وذكر المجلس باستهتار اسرائيل لمئات القرارات التي صدرت عن المحافل الدولية والتي اكدت ادانتها لهذه الانتهاكات كما اعتبرت احتلال الجولان السوري والممارسات الاسرائيلية فيه باطلة ولاغية ودعت المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بها.‏

وطالب المندوب الدائم لسورية مجلس حقوق الانسان بالضغط على اسرائيل لحملها على اطلاق سراح الاسرى السوريين الذين مضى على سجن اغلبيتهم اكثر من 24 عاما في ظروف اعتقال غير انسانية ما تسبب في تردي اوضاعهم الصحية والنفسية واصابة بعضهم بامراض خطيرة ووفاة احدهم.‏

كما يطالب القرار سلطة الاحتلال بالتوقف الفوري عن تغيير الطابع العمراني والتركيب الديمغرافي والمؤسساتي والوضع القانوني للجولان السوري المحتل كما يؤكد وجوب السماح للنازحين من سكانه بالعودة الى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم.‏

ويطلب القرار من اسرائيل السماح للسكان السوريين في الجولان السوري المحتل بزيارة اهلهم في الوطن الام سورية عبر معبر القنيطرة والغاء قرارها الجائر بمنع هذه الزيارات لمخالفته الصريحة لاتفاقية جنيف الرابعة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.‏

كما يطلب القرار من اسرائيل الاطلاق الفوري لسراح الاسرى السوريين ومعاملتهم بشكل يتفق مع القانون الانساني الدولي.‏

ويختتم القرار بدعوة جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة بألا تعترف بأي من التدابير والاجراءات التشريعية او الادارية التي اتخذتها سلطة الاحتلال كما يدعو الامين العام للامم المتحدة الى توجيه نظر المنظمات الدولية الى هذا القرار ونشره على نطاق واسع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية