تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المأجورون والمتآمرون ..لا للحوار .. نعم للتدخّل العسكري

شؤون سياسية
الاثنين 9-9-2013
 د. عيسى الشمّاس

ما زال المأجورون والمتآمرون ممّن يسمّون أنفسهم ( المعارضة ) يتحدّثون باسم الشعب السوري ، وهو منهم براء ؛ ويدّعون أنّهم يعملون لمصلحته ، وهم يعملون مصلحة أسيادهم وأولياء نعمهم في مهاجرهم ؛

ويزعمون تحريره وقد كبّلوه بأصناف الحصار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، من خلال استقدامهم مجموعات من أشباه البشر ، ومن كلّ أصقاع العالم ، احترفت الإرهاب والتدمير والذبح ، من دون أي رادع أخلاقي أو إنساني ، أو حتى الرادع الديني الذي استبدلوه بالتكفير والانغلاق ونفي الآخر ، وأعلنوا الجهاد المزيّف الذي يغضب الله ورسله وأنبياءه .‏

لقد بنى هؤلاء الضالون / المضلّلون مواقفهم المشينة ، استناداً إلى شعار مضمونه (الحرية والديمقراطيّة والسيادة) ، ولكنّهم أساؤوا إليها وأفقدوه من مضموناته، بأفعالهم الإجراميّة وممارساتهم الإرهابيّة ، إلى حدّ تحليل قتل الإخوة من المواطنين الأبرياء ، تحت غطاء الحرية ، وتدمير مؤسّسات الدولة تحت غطاء الديمقراطيّة ، وفي كلا الحالين الادعاء بالسيادة تحت الحماية الأجنبية . وفي المقابل يرفضون أية دعوة للحوار والحلّ السلمي ، وليس لهم إلاّ مطلب وهمي واحد هو ( إسقاط النظام الوطني ) في سورية وتسلّم السلطة ، ولو بحماية التدخّل العسكري الأجنبي وعلى حساب الوطن والشعب . وهذا ما يطالب به الكثيرون من المعارضة اللاوطنيّة / المتآمرة وأجنحتها العسكرية .‏

ففي برنامج حواري على قناة ( بي بي سي ) العربية ، مساء الخميس، 24/8/2013، سأل مقدّم البرنامج أحد المأجورين المعروفين ( م. ف) ممّا يسمى ( الإتلاف): «معظم الدول تدعو إلى الحوار والحلّ السياسي ، بما فيها الدول الراعية لكم،وأنتم في ( المعارضة ) مازلتم على موقفكم الرافض للحوار والحلّ السلمي / السياسي، فلماذا ؟» فأجاب المعارض / الموتور بكلّ صفاقة وحماقة :» لقد قدّمنا مئات ( الشهداء ) من أجل تحرير سورية ، ولسنا مستعدّين لمحاورة هذا ( النظام ) «. فعقّب مقدّم البرنامج : «إذاً أنتم مستمرون في التصعيد العسكري حتى لو تطلّب تدخّلاً أجنبياً له تأثيراته على بلدكم؟ «. فأجاب المعارض / المأزوم بكلّ وقاحة : « نعم ، المهمّ أن يسقط ( النظام )».‏

وفي اليوم التالي 25/8/2013 ، ظهر كلّ من رئيس ما يسمى ( الإئتلاف ) ورئيس ما يسمّى (رئيس أركان الجيش الحرّ)، على شاشة إحدى القنوات المأجورة ، الشريكة بالمؤامرة على سورية ، واعترافا بوصول شحنات كبيرة من الأسلحة ، تقدّر بحوالي (400) طن بدعم سعودي وتركي. ولم يكتفيا بذلك بل وجّها نداء إلى من يسمّون أصدقاءهم للتدخّل العسكري المباشر إلى جانبهم ، بينما طالب أحد المعارضين الإرهابيين، وعبر صحيفة يديعوت أحرانوت في ( 26/8/2013 ) حكومة الكيان الصهيوني ، بحثّ حلفائها على التدخّل العسكري ضد ( النظام ) في سورية . وهذا ما أعاد تأكيده المدعو( أحمد الجربا ) رئيس (الائتلاف=الإتلاف ) أمام مجلس وزراء خارجيّة العربان في حظيرتهم الجامعة ( 1/8 /2013 ) التي يقودها الأعمص المعتوه ( سعود الفيصل ) منسّق السياسة الوهابيّة / التكفيرية الذي أعاد تأكيد حقده وكيده ضدّ سورية، وهو يتّهم المجتمع الدولي بالتقصير في التدخّل العسكري في سورية .‏

وبدلاً من أن يشجب المجتمعون مطالبة الجربا / صنيعة الوهابية التكفيرية ، ويرفضوا التدخّل العسكري ، صفّق له الكثيرون بحماسة ، وأيدوه في بيانهم الختامي الداعي إلى التدخّل الخارجي بضربة عسكريّة لإنهاء الأزمة السورية . وتفاخر بهذا البيان المعادي لسورية ، ذلك المنافق / نبيل العربي / الذي برّر موقف جماعته المتآمرة على سورية ، بالحرص المزعوم على السوريين. وهذا ليس مستغرباً لأنّ الجامعة وضعت نفسها في مواجهة الدولة السورية إلى جانب أدوات المؤامرة ، منذ بداية الأزمة ، على الرغم من معارضة العراق والجزائر ولبنان .‏

وفي حين تّعرب معظم الدول وشعوبها عن رفضها للتدخّل العسكري في سورية، وتحذّر من تداعيته على المنطقة بكاملها ، وعلى الأمن العالمي ، يخرج ذلك الفاجر المتحدّث باسم ما يسمّى (الائتلاف ) على إحدى الشاشات المأجورة ، في مؤتمر صحفي ( 3/9/2013) وبوقاحة تنبعث منها رائحة الخيانة ، يطالب الكونغرس الأمريكي بتأييد الرئيس أوباما لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريّة . أمّا الدول الأجنبيّة التي تدعم المعارضة المسلّحة ، والدول التي تشجّع المنظّمات الإرهابية في سورية ، تعرف تمام المعرفة لماذا تقوم بدعمها وتشجيعها لتلك العصابات ، طبعاً ليس للحرية وليس للديمقراطيّة ، وليس لحماية سيادة سورية ، وطناً وشعباً ، بل من أجل تدمير سورية، وسلب سيادتها ، وإضعاف موقفها المقاوم / الثابت ، الذي يشكّل مصدر قلق وانزعاج، لتلك الدول وابنتها الوحيدة المدلّلة ، دويلة (الكيان الصهيوني المصطنع )، الحامية لمصالح تلك الدول ، والعاملة لتحقيق مشاريعها المشتركة في المنطقة .‏

فهل تعود تلك الفئة الضالّة التي ركبت رأسها ، تصلّباً ونكراناً للوطن مقابل الولاء لأعدائه ، وتفهم ما معنى استمرارهم في طلب التدخّل العسكري وتأثيراته على الوطن ،إن بقي لديها أي حسّ وطني ؟ وهل يدرك أولئك الخونة أن تلك الدول لا تدعمهم محبّة فيهم ، وليس لسواد أعينهم العمياء، وليس لمواقفهم اللاوطنيّة ؟ بل لأمر في نفوس أسيادهم /قادة تلك الدول التي تؤويهم وتطعمهم، أسيادهم الذين يعملون لإحياء تراثهم الاستعماري البغيض في المنطقة عامة وفي سورية خاصّة ، خدمة للمشروع ( الصهيو-أمريكي ) في المنطقة العربية ، تحت بدعة ( الديمقراطيّة ) البراغماتية / الذرائعيّة، ليصلوا بالوطن إلى ما وصل إليه من أزمة كارثية في أحداثها ونتائجها .‏

إنّ الديمقراطيّة الحقيقيّة ليست الديمقراطيّة المزيّفة التي تسوّق لها الإدارة الأمريكيّة ومن يدور في فلكها ، ومثالها في العراق الشاهد الحيّ على طبيعتها ؛ وليست الديمقراطيّة في حمل السلاح في وجه الدولة ، ولا بالتفجيرات المدمّرة ، ولا بالمذابح الجماعيّة لأبناء الوطن ، ولا بتمزيق النسيج الوطني ، من دون رادع وطني أو أخلاقي، ولا باستقدام الجيوش الأجنبية لتدمير الوطن ، وهم يسمعون من الدولة السورية كلّ يوم، دعوة صريحة ونداء مخلصاً إلى جميع المأجورين والضالين: « عودوا إلى حضن الوطن ..تعالوا إلى الحوار ..تعالوا إلى كلمة سواء تحت سقف الوطن وسيادته». ولكنّهم لا يستجيبون ، بل يستمرؤون خيانتهم ، ويستمرون في تآمرهم ، ولكنّهم يدركون ما يفعلون بوطنهم وشعبهم !! ويدركون أيضاً ، هم وأسيادهم في عواصم إعالتهم، أنّ سورية القوميّة ستبقى قلعة الصمود العربي ، وقلب العروبة النابض ، عصيّة على العملاء والمأجورين ، رغم كره الكارهين ، وحقد الحاقدين ، وكيد المتآمرين؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية