تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الولايات المتحدة .. والاتهامات الباطلة

عن موقع: legrand soir
ترجمـــــــــــة
الاثنين 9-9-2013
 ترجمة: سراب الأسمر

ها هي الولايات المتحدة وحلفاؤها يطلقون أحكاماً خاطئة على سورية فيما تستمر آلة الحرب الأميركية بالعمل بعد التعدي الأخير بالسلاح الكيماوي من قبل بعض المجموعات الارهابية.

وإليكم بعض أقوال الناس في غوطة دمشق, فوفق أطباء بلا حدود قضى 355 شخصاً نحبهم نتيجة تنشقهم غازاً ساماً للأعصاب.‏

فبعد أن اتّهمت الولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا والجامعة العربية الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي لقتل المدنيين رست سفن حربية أميركية في حوض البحر المتوسط استعداداً للضربة العسكرية ضد سورية بحجة تأديبها, فالولايات المتحدة وغيرها غير مهتمة بفحص أية أدلة..‏

يعتقد العديد من الأطباء المقيمين في الغوطة أن بعض الارهابيين حصلوا على أسلحة كيميائية من رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان واستخدموها في المنطقة.‏

يقول أبو عبد المنعم ( وهو أبو أحد الارهابيين من الغوطة ): « قبل أسبوعين جاء ابني ليراني وليأخذ برأيي حول الأسلحة التي طلبوا منه نقلها.» ويكمل أن ابنه واثني عشر آخرين قتلوا داخل نفق يتمّ استخدامه لتخزين الأسلحة بتمويل من ناشط سعودي معروفاً باسم أبو عيشة يقود كتيبة قتالية, وصف الأب الأسلحة بعضها بشكل أنبوب والبعض الآخر بشكل اسطوانات غاز ضخمة. يقول سكان من الغوطة إنّ المسلحين استخدموا الجوامع والبيوت الخاصة ليختبئوا فيها بينما خبّؤوا أسلحتهم في الأنفاق. ويضيف أبو عبد المنعم أن ابنه وآخرين قتلوا إثر هجوم في نفس اليوم الذي أعلنت فيه جبهة النصرة أنها ستهاجم بنفس الطريقة المدنيين في اللاذقية, على الساحل الغربي...« لم يخبرونا ما هي هذه الأسلحة أو كيف تستخدم». تقول إحدى الإرهابيات ك: « لم نكن نعلم أن المقصود بذلك الأسلحة الكيميائية... فحين قدّم بندر أسلحة كهذه كان يفترض أن يعطيها لمن يُحسن استخدامها.» يقول أحد متزعمي المجموعات الارهابية في الغوطة وهو معروف بـ ج :« لا يتعاون مقاتلو جبهة النصرة مع باقي المتمردين, باستثناء المعارك على أرض الواقع, فمعلوماتهم السرية تبقى خاصة بهم, يستخدمون متمردين عاديين لنقل واستخدام المعدات... لقد أثارنا الفضول بشأن الأسلحة. لكن مع كل أسف استخدم بعض المقاتلين الأسلحة بشكل غير متخصص ولجؤوا للتفجيرات. «‏

حذّرنا أطباء عالجوا ضحايا هجوم كيميائي من السؤال عمن قام بالاعتداء المميت. أما مجموعة أطباء بدون حدود فقالوا إنهم شاهدوا أعراضاً مماثلة كالزبد الأبيض على الفم, صعوبة في التنفس, اضطراباً عضلياً وزيغاناً في الرؤية. كما أجابنا أكثر من اثني عشر مُسلّحاً أنهم يحصلون على رواتبهم من الحكومة السعودية.‏

أشار الصحفي جيفري إينغرسول في مقالة كتبها إلى الدور الذي لعبه بندر في الحرب في سورية التي بدأت منذ سنتين ونصف، كما أشار العديد من المراقبين إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بندر بواشنطن وإلى تورطه في صلب الدعاية لإشعال الحرب في سورية بأوامر من أميركا. كما استند أينغرسول على مقالة نشرت في الصحيفة البريطانية ذا ديلي تيلغراف حول عرض بندر للرئيس الروسي مقابل تخليه عن سورية. فكتب إينغرسول يقول أن بندر وعد بأن يلتزم بالقاعدة البحرية الروسية في سورية بحال سقوط الحكومة، منوها بنفس الآن إلى الهجومات الإرهابية الشيشانية أثناء الألعاب الأولمبية شتاء في روسيا في حال عدم موافقة تلك الأخيرة على عرضه باعتبار أن السعودية تسيطر على المجموعات الإرهابية الشيشانية، كما يذكر اينغرسول أن اميركا أعطت بندر الضوء الأخضر لإجراء مفاوضاته مع روسيا.. كان بندر قد أتم دراساته الجامعية والعسكرية في أميركا وخدم كسفير سعودي في الولايات المتحدة والسي أي أي.‏

وحسب صحيفة الاندبندنت أن المخابرات السعودية هي أول من اتهمت الحكومة السورية باستخدام غاز السارين بإيعاز من حلفائها الغربيين وذلك في شهر شباط الماضي.‏

هذا ونقلت صحيفة وول ستريت مؤخراً أن ال سي أي إي أكدت جدية السعودية بقلب الحكومة السورية حيث عينت بندر لقيادة العملية. كانوا يعتقدون أنه بإمكان بندر أن يقدم ما تعجز عنه الـ سي أي أيه: أطنان من الأموال والأسلحة.. وبدأ بندر مشواره في تحريك سياسة العربية السعودية الخارجية للإطاحة بالحكومة السورية وإيران وحزب الله، ولتحقيق هدفه أقنع بندر واشنطن بدعم برنامج تسليح المسلحين وتدريبهم في قاعدة عسكرية بالأردن.‏

والتقى بندر عدة مرات بالملك عبد الله وكانت تستمر اللقاءات لثماني ساعات في عمان في كل مرة كان يسخر الملك بقوله «آه، جاء بندر مجدداً»؟‏

ارتباط الأردن المالي بالسعودية كان يمنح تلك الأخيرة بعض القوة. بدأ مركز عمليات عسكري بالعمل في الأردن خلال صيف 2012 وكان التزويد بالأسلحة من السعودية وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية كان تزود مجموعات أصولية بالأموال والأسلحة بكل بساطة لتركيز هيمنة الأصوليين المدعومين من قطر.‏

نشرت ديلي تلغراف مقالة لـ بيتر أوبورن يحذر فيها من عجلة واشنطن لضرب سورية ما يسمى بـ «ضربات محدودة» فهو يقول:إن المستفيدين الوحيدين من ذلك هم المسلحون الذين على وشك خسارة الحرب، حيث نلاحظ اليوم أن بريطانيا وأميركا مستعدتان للتدخل لجانبهم.. ومن المهم التذكير أنه تم اتهام الحكومة السورية سابقاً باستخدام الغاز السام لكن أكدت كارلا ديل بونت بهذه المناسبة أن المتمردين هم من استخدم هذا الغاز وليس الحكومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية