تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبـــــيب .. الحقيبة المدرسية أوزان ثقيلة على أكتاف البراعم

طــــــــــــب
الاثنين 9-9-2013
يرى الأطباء أن حمل ثقل زائد في الحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لآلام في الرقبة والذارعين والكتفين والظهر وحتى القدمين·

وقد تسبب أحياناً ضغطاً على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري ما يستلزم عملاً جراحياً، ولذلك يحذر الأطباء من حمل الأطفال لتلك الحقائب الثقيلة وخاصة على أحد الكتفين، إذ إن احتمال إصابتهم بأمراض الظهر حينها 30% في حين أن الاحتمال يتناقص إلى 7% فقط في حال حملها على كلا الكتفين·‏

كما أن حمل الحقيبة على كتف واحدة يسبب انحناء جانبياً وقد يؤدي إلى سير الطفل بطريقة غير طبيعية ومختلة·‏

ومن نتائج الثقل الزائد في الحقيبة المدرسية أنه يؤدي إلى استدارة الظهر إلى الأمام أو تحدّبه مما يؤثر على شكل الجسم بصفة عامة وعلى العظام والجملة الحركية بصفة خاصة·‏

وما يزيد من رعب الأطباء والأهل هو أن مضاعفات المرض قد لا تظهر بشكل آني في مرحلة الطفولة وإنما قد تتطور مع مرور الأيام لتظهر في المستقبل على شكل تحدّب في الظهر أو «الجنف» وهو الميل بالجسم نحو أحد الجانبين·‏

الوقاية··· دور الأهل والمدرسة‏

الأسلوب المجدي للوقاية من مثل هذه الإصابات يتمثل أولاً في عدم حمل الطفل حقيبة مدرسية ثقيلة وخاصة في سنواته الدراسية الأولى، وضرورة تعويد الطفل على حمل الحقيبة بطريقة صحيحة بحيث لا يستسلم لثقل الحقيبة ويميل بجسمه معها، بل يحاول دائماً أن يحافظ على توازن واستقامة عموده الفقري·‏

ويؤكد الأطباء أن أفضل طريقة لحمل الحقيبة المدرسية هي حملها على الظهر وليس على أحد الجانبين، ولاكتشاف أي تشوهات في العمود الفقري تنصح كل أم بملاحظة مستوى كتفي طفلها فإذا وجدت اختلافاً في مستواهما أو ميلاً في الرقبة أو عدم اتزان أثناء المشي أو ظهور تقوّس لأحد الجانبين في الظهر، عليها استشارة الطبيب فوراً فالحقيقة الطبية تقول: إن أكثر أنواع إعوجاج الظهر والعمود الفقري شيوعاً ينجم عن حمل الأشياء الثقيلة على أحد الجانبين، وإذا تمَّ تلافي أسبابه في بداية الطفولة يصبح علاجه سهلاً عن طريق تمرينات للظهر واستعمال الأحزمة الخاصة بالفقرات، لهذا فإنه بشيء من حسن التصرف والملاحظة الدقيقة من الأم لأولادها نتجنَّب مثل هذه المشكلات·‏

كما يتجسد دور الأهل في عملية توعية الأطفال وتنبيههم لعدم التفاخر بعدد الكتب والحاجات التي يحملونها·‏

ولتجنب الآثار والنتائج السلبية للحقيبة المدرسية ينصح التربويون والأطباء بما يلي:‏

- أن يحمل التلميذ إلى المدرسة الكتب المقررة في يوم الدوام أي الكتب التي يحتاجها فقط.‏

- أن يحمل حقيبة تتناسب مع حجمه ووزنه وأن ينقل الحقيبة في أثناء سيره من يده اليمنى لفترة إلى يده اليسرى لفترة أخرى، ثم يحملها على ظهره لفترة ثالثة وذلك للحفاظ على تناسق الجسم وتوازنه·‏

وختاماً علينا أن نعمل على زيادة وعي أطفالنا للمحافظة على صحتهم، وأن نرشدهم إلى العادات الصحية السليمة سواء في حمل الحقائب أو كيفية الجلوس الصحي في المدرسة لنبعد عنهم شبح الأمراض، ثم نشجع بدورنا الإجراءات الإيجابية للعناية بالأطفال ونهتم بتلك البحوث والدراسات المختصة بأمراضهم وحالهم الصحية، فهؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا ومسؤولون عنهم بتنشئتهم على أتم وجه وفي جميع المجالات الأخلاقية والتعليمية والصحية‏

 الدكتورة نور يوسف خياطة‏

الاختصاصية بأمراض الأطفال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية