|
|
مجتمع ليصطدم بحاجز الخبرات العملية التي لم يكتسبها خلال دراسته , فهو لم يتعلم بأن العمل يتطلب خبرة و قدرة على التواصل والبحث الجيد عن مايناسب قدراته , فالدراسة ما هي إلا نظريات لا تطبق دون المعرفة والخبرات . ومع تطور ادوات سوق العمل اصبح من الصعب على معظم الطلاب الحصول على عمل يتناسب مع دراستهم نتيجة قلة خبرتهم العملية بما تعلموه , وهو ماتطلب وجود بوابات جديدة تساعدهم على نهل المعارف والمهارات اللازمة , فوجدت «عيادات العمل المجانية » لتأخذُ بيد الطالب وتضعه على الطريق الصحيح وهي شراكةٌ بين جامعة دمشق والأمانة السورية للتنمية، وهذه العيادات مسؤولةٌ عن تنمية قدرة الشباب للدخول إلى سوق العمل عن طريق مفاتيح متنوعة ومدروسة . قدرات عملية على الرغم من أن مشروع عيادات العمل بدا في عام 2009 الا ان دوره كان لافتا خلال الازمة التي تمر بها سورية , تقول هنادي جاويش مديرة مكتب عيادات العمل في جامعة دمشق فهي مشروع شبابي موجه للشباب السوري يستهدف شريحة الطلاب لتزويدهم بمهارات العمل التي تناسب قدراتهم ,و تشجع المستفيدين وتهيئهم لوضع مبادرات ومشاريع يطبقونها بأنفسهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم ,كما تقدم استشارات مهنية واكاديمية فردية تخصصية تتيح لأي شاب مناقشة مستقلبه المهني مع مدرب مختص ,إلى جانب اقامة ورش عمل تفاعلية خاصة بالمهارات المطلوبة في السوق ,وأخرى يشرف عليها متطوعون من عالم الأعمال او من دكاترة الجامعة كل حسب اختصاصه ,ودورات تدريبية في مجال ريادة الأعمال وتوفير فرص تدريبية في الشركات بالاضافة لتأمين معلومات حول الفرص المتاحة وتطوير المهارات اللغوية وغيرها . وتضيف هنادي ان هذه الدورات تتضمن كيفية عمل السيرة الذاتية ايضا وكيفية التصرف خلال مقابلة العمل, كما نقوم باعطاء دورات تدريبية عن كيفية اقامة مشروع صغير سواء بكيفية اقامة الجدوى الاقتصادية او كيفية اختيار مايناسب الامكانيات المتاحة , بما ان بعض الوافدين الى العيادة لديهم مشاريعهم الخاصة , فمن اهدافنا السعي الى التخفيف عن القطاع الحكومي لمساعدة هؤلاء الطلاب في ايجاد عمل في القطاع الخاص , وهذه الدورات مستمرة على مدى العام ومدتها 3ايام في الاسبوع بمعدل 3ساعات يوميا . «مفاضلتي مستقبلي» واشارت هنادي الى انه بعد صدور نتائج الدورة التكميلية للشهادة الثانوية مؤخرا ارتأت قيادة عيادة العمل الى انشاء مبادرة “ مفاضلتي مستقبلي “ والتي تم الاعلان عنها بالتعاون مع وزارة التربية وجامعة دمشق , كماتم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي والتي سعت الى اقامة ورشات عمل بجميع الاختصاصات الجامعية حيث يقوم كل دكتور بالشرح عن ماهية الفرع وعلى ماذا يحوي ويقدم شرحا وافيا عن كل مايتعلق بالفرع وبالتالي تساعد الطالب على اختيار الفرع المناسب له حسب قدراته واهتماماته ,ونتيجة الاقبال الكبير من الطلاب حيث وصل العدد الى 1000 طالب تم التنسيق مع جامعة دمشق لاعطاء الدورات في مدرج باسل الاسد في كلية الهندسة المدنية , وقد استفاد جزء كبير منهم في تحديد خيارته . اختبار تمهيدي تتابع هنادي ان هذه العيادات سعت وعملت على توفير العديد من الخدمات والنشاطات وكان منها اختبار يدعى “ اختبار تمهيدي “ حيث يبدا بتطبيق اختبار تمهيد للطلاب لمعرفة ماهية مهاراتهم واين يجد الطالب نفسه , وهو نظام تقويم إلكتروني يساعد على تحديد قياس القدرة والاهتمام والحافز لدى الأفراد ويستخدم التقويم النفسي كوسيلة علمية لتحديد قدرات الفرد واهتماماته وصفاته الشخصية , مدته 45 د ، وهو مجاني ويتم على اربع مراحل لاي طالب سواء طلاب الثالث الثانوي او طلاب الجامعات والخريجين , فباب العيادات يستقبل الجميع, ولقد أثبت فاعليته في المساعدة باتخاذ القرار الأكثر موضوعية في العديد من المجالات بما في ذلك التوظيف والتدريب والتنمية والتوجيه المهني , كما يقدم النظام استشارة محايدة للمستفيد تهدف إلى المساعدة في اتخاذ قرارات واعية ومدروسة في الحياة المهنية . مبادرات لقد اثرت الازمة التي تمر بها البلاد على جميع النواحي بما فيها نوعية وخيارات الدورات التي نقوم بها في مركز العيادات , تضيف هنادي فكثير من الطلاب اصبح لديهم افكار واطروحات جديدة ناتجة عن الازمة فتغيرت معها اهتماماتهم ,وهو مادفعنا الى فتح باب دورات جديدة تعنى بالمبادرات الاجتماعية , والتي تسعى الى تعليم وتمكين الشباب الى خلق مبادرات تفيد المجتمع وتساهم في التخفيف من اثار مايجري قدر المستطاع , وقد ساعدتا المسؤولية والوعي المجتمعي والحماس الوطني من هؤلاء الشباب على تطوير الافكار والدورات من اجل خدمة المجتمع السوري , ونسعى اليوم في هذه العيادات الى نشر جميع الافكار البناء في جميع المحافظات السورية فهذه الافكار تساهم في تطوير المجتمع نحو الافضل ويجب نشرها قدر المستطاع لخير الجميع . قيمة مضافة من جهتها قالت مها احمد سنة رابعة هندسة احدى المشتركين في مركز عيادات الأعمال أن هذا المركز شكل نقلة نوعية في حياة الطلاب وخياراتهم سواء المبتدئين او الخريجين , وأعطتنا قيمة مضافة ساعدتنا على تحديد خياراتنا , كون معظم الطلاب لايستطيع تحديد مايريد من سوق العمل ومايناسبه نتيجة قلة الخبرة العملية , وهو مادفعني انا وكثير من اصدقائي الى القدوم واتباع هذه الدورات , فهي قدمت لنا الكثير والتي ستساعدنا مستقبلا على بناء وتطوير البلد نتيجة مايمر به . عماد الوطن يد واحدة لاتستطيع فعل شيء فكل عمل يحتاج الى تعاون وبذل جهود بناء تسهم في انجازه , والاهم هو المتابعة والاستمرار ونشر ثقافة الابتكار والعمل من اجل الوطن , فالشباب هم عماد الوطن وبهم يزهر ويكبر , من هنا يجب العمل دائما من اجل مساعدتهم على تطوير مهاراتهم بما يفيدهم ويفيد الجميع . |
|
