|
معاً على الطريق يا ألله كم تحبنا أميركا ..وكم يحبنا الغرب ..ولهذا ستقتل أميركا أبناءنا في الجيش العربي السوري لتحمينا منه ..وستكون الضربة من جهة البحر ..والبحر قريب من بيتي ..وبيتي يطل على آلاف الشهداء الذين نزلوا بدمهم وساروا من بلدة إلى أخرى ومن سهل إلى جبل ليرقدوا بسلام تحت شجر الغار والسنديان . أكاد أصدق فعلا» ..أميركا تحبنا ..ولهذا نفد صبرها على تهجيرنا ومعاناتنا ووجدت أنه من الأفضل أن ترسل صواريخها لتطلق صاروخ الرحمة علينا وتريحنا من هذا العذاب ..سنصير نسخة أخرى من العراق ..ونسخة جديدة من أفغانستان .وسنشكر الأب أوباما على محبته وتضحيته من أجلنا لذلك علينا ان نفعل كما فعل إخواننا في الكويت عندما حررهم بوش الأب ..وهاهو اوباما سيحررنا ..ربما من الحياة ..وربما من البلاد التي نحبها (قد ّ روحنا). لا تحزنوا .سينصبون الخيام لمن يبقى حيا» وسيقدمون له الخبز الأميركي والدواء السعودي والريال القطري .والصولجان العثماني ..فماذا يريد السوريون أكثر من ذلك ؟ ........................... البحر أمامي ..اشعر بحركة القرش الأميركي المفترس ,,وأشم رائحة دماء كثيرة .أتخيل موسى يشق البحر ويتقدم ..تنفرط دمعتي ..وراء موسى تمشي الثكالى واليتامى والنساء المصلوبات ..وراء موسى .البحر ينشق ليسير طوابير الشهداء ..وطوابير المقهورين ..أستغرب لماذا تسير هذه القافلة باتجاه الشاطئ ..أميركا تحبنا ..لكن أرى وحوشا» تكشر عن أنيابها ..وارى قادة الغرب يقودهم أوباما كحمار راعي الإبل ..أسمع صليل سيوف ..وانكسارات أزمنة ..وأرى شيوخا» يندبون ..لماذا كل هذا الصراخ طالما أميركا تحبنا ..وعندما تحبنا أميركا يحبنا الملك وحاشيته ..ويحبنا السلطان العثماني وطربوشه ويقنعنا أنه ليس الذي ذبح الأكراد والعلويين والأرمن والعرب المناضلين . ................................... البحر هادئ ..ولونه أزرق جميل ..طائرة مروحية ترفرف بمروحتها فوق الموج ..وأنا أنظر إلى البحر ..الشارع ملئ بالعابرين ..بائع الغاز يملأ حارة البحر بندائه عبر أغنية وديع الصافي وفيروز ( سهرة حب ) أما بائع البوشار فيربض أمام مدرسة عز الدين القسام القريبة , ويرفع صوت أغنية ( طير وفرقع يا بوشار ) غير أن صوت رصاص يقترب ,..اتصلت بصديقتي - ما هذا , هل وصل ذيل الأميركان أم رأسهم ؟ صاحت صديقتي وهي تنهرني ..أميركان شو ؟ هذا شهيد يزور بيت أهله قبل أن يدفنوه في مقبرة السلطان إبراهيم ..صمتّ وقد تخيلت الشهيد يمشي إلى جانب والديه لكنه ما يلبث أن يودعهم ويمضي .. .................................................... هل جهزت نفسك ؟ سألتني صديقتي ..أي هل كدست الخبز والسكر .وهل تهيأت لقدوم وحوش الناتو الذين يحبوننا ؟ البحر قريب .. زوارق الصيد تذهب وتعود ..قد اضطر لترك بيتي فجأة .لذلك علي أن أجهز حقيبة سفر من بيتي إلى الملجأ .ماذا أحمل معي ..وماذا أترك ؟ تحركت في المنزل صورت لوحاته ونوافذه ..حملت صورة أمي ووضعتها في الحقيبة .. اتجهت إلى المكتبة وأخذت نسخة من روايتي النعنع البري ..طويت بعض الأوراق وبعض القمصان ..توقفت أمام خزانة الثياب .هذا يلزمني .وهذا لا يلزمني ..احتاج حذاء للركض .و بعض الأدوية .وأحتاج سكينا لبقر بطون الوحوش .تذكرت أطفال قرى اللاذقية ..لم يكن معهم سكاكين ليذبحوا الوحوش ..ذبحتهم وحوش غريبة ..وأخذت قلوبهم قلوبهم هدية للسلطان العثماني ليقبضوا الجائزة ..نظرت حولي .الطاغوت الأميركي الذي يحبنا ..قد يأتي غدا» ..وربما بعد غد..تأملت البحر الأزرق الذي لم يغير لونه ..مازال رائقا» وما زال الموج يكتب الرسائل للزمن نظرت غلى حقيبتي باشمئزاز ...ماذا أفعل بكل هذه الأشياء ْ ..ماذا لو خرجت كما خرج الشهداء بلا أقلام ولا ورق ولا عناوين ؟ لست أعزّ من شهداء حلب أو دمشق أو القصير أو جبلة .ركلت الحقيبة ( كل هذه الأشياء لا تلزمني ) الذي يضيع وطنه. لا يلزمه سوى البندقية . البحر أمامي وورائي ..مع ذلك حملت مفاتيح بيتي وخرجت إلى بيت صديقتي ..أريد قهوة ..قلت لها .. فسألت :هل حضرت نفسك حتى لا تباغتك الحرب ؟ نعم .لقد حملت مفتاح بيتي وصورة أمي . بس ؟ بس ّ.بكت صديقتي ..فقلت ..ما قيمة الأشياء التي نحملها إن كنا لا نقدر أن نحمل الوطن .؟أعرف أنه ليس وقت البكاء الآن ..لكنني بكيت مع أني أثق بالنصر القريب . |
|