استطاع المجاهد حسن الخراط استقطاب أكثر من خمسين مقاتلاً من حي الشاغور جاؤوا متقلدين أسلحتهم المتمثلة آنذاك بالبارودة (البندقية)
فعرفوا باسم «البواردية»، وقد استعان حسن الخراط بالشيخ محمد خير حموش الذي كان يتمتع بسمعة طيبة بين الناس فجعله كاتم أسراره وكاتب رسائله.
اتبع الثوار وسائل مبتكرة للتزود بالسلاح فكانوا يضعونه في توابيت الموتى - لتضليل الفرنسيين - التي كانت تحمل إلى زاوية الشيخ سعد الدين ثم تنقل ليلاً إلى مقبرة «باب الصغير» حيث توزع الأسلحة على الثوار. كان حسن يهاجم مخافر الشرطة في حي الشاغور، ويلبس رجاله لباس الشرطة الذي يستولي عليه، وتمكن في إحدى المرات من أسر مفوض الشرطة، وقد قام الثوار بقتله فيما بعد انتقاماً لاستشهاد زعيمهم حسن.
أحرق الفرنسيون دار حسن الخراط في حي الشاغور كما أصدروا منشوراً بحرمانه من حقوقه المدنية ووضعوا جائزة مئة ليرة ذهبية لمن يأتي به حياً أو ميتاً.
أحس الفرنسيون بخطر حسن الخراط فجهزوا حملة لتأديبه وحفاظ هيبتهم،
فخرجت الحملة إلى زور بلدة المليحة في غوطة دمشق، فلقيهم حسن ومن معه هناك وتمكن من أخذ ما معهم من الخيل والسلاح، وعرفت هذه المعركة باسم معركة الزور الأولى ، وبعدها كانت معركة الزور الثانية التي دارت عند جسر الغيضة وتم فيها إسقاط طائرة فرنسية، كما أصيب حسن الخراط في كتفه وأسعف. كان حسن يعاقب الجواسيس والمتطوعة، ويخطط لقتال الفرنسيين بالوسائل المتاحة على بدائيتها وقلتها.
دخل حسن الخراط مدينة دمشق في 16 تشرين الأول من عام 1925، ووصل بالثوار إلى باب الجابية وأرسلت فرقة إلى قصر العظم مقر الجنرال ساراي المندوب السامي الفرنسي الذي يقال إنه هرب متخفياً بثياب امرأة، وأمر بعدها بقصف زقاق سيدي عامود والمهدية بالمدفع حتى احترق بأكمله، ويعرف اليوم باسم حي الحريقة وكان فيه أجمل دور دمشق الأثرية ؛ وقف الخراط موقف الند للند أمام الجنرال ساراي وخاطبه قائلاً: أنا حافظت على الآثار وأنت هدمتها.
كان حسن الخراط من الشخصيات الثورية الهامة التي ساهمت في تحقيق النصر واجلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا .