|
فضائيات فقد بدت في لقائها مع بروين ضمن الصورة النمطية التي صنعتها الكاتبة لنفسها, هذه الصورة تبرز في مختلف لقاءاتها التلفزيونية وكأنها إطارا لا يمكنها الفكاك منه. في هذا اللقاء تحديا وبالتعاون مع المذيعة تعمقت هذه الرؤية لدى المشاهد, فغالبية الحوار دار حول تمردها بدءا من مرحلة الطفولة,وحتى الآن ,وكيف تخالف هذا السائد الذي تراه بعيدا عن الإقناع,ومع ذلك تارة تسايره,وتارة تخالفه,لتبدو في مواضع كثيرة من اللقاء متناقضة تماما,كهذا المجتمع الذي ترفضه!! أكثر ما حاولت مقدمة البرنامج الاستفسار عنه من الكاتبة الجزائرية هو لماذا تركز على التصريحات النارية,ولماذا تعتمد على الجسد في رواياتها,ولماذا تركز على الموضوعات المثيرة...متسائلة هل تفعل ذلك من مبدأ خالف تعرف? إلا أن الروائية كانت تصر طيلة الوقت على أنها حاقدة على هذا المجتمع الذي نخره السوس,والذي يعيش ازدواجية مرعبة بدلا من أن يقوم على الجوانب الروحانية والأخلاقية التي يتميز بها,في موضع آخر من اللقاء تؤكد أنه لا يمكن للمجتمع الشرقي والغربي أن يتلاقيا,لأن العواطف الشرقية حارة,بينما الغرب بارد,تعود لتنقد المجتمع الغربي,وتبدي إعجابها في الشرقي على الرغم من أنها تؤكد أنها لن تسامح هذا المجتمع أبدا,لأنه لم يقبلها كما هي وحرمها مرتين من أهلها,البيولوجيين والذين تبنوها... على الرغم من أن الروائية على غير عادة اللقاءات التلفزيونية تصرح حقيقة عما يعجبها وما لا يعجبها في الكتاب الآخرين,إلا أن أكثر تقييماتها لهم,بدت نابعة من خلال مواقف وتجارب شخصية,أكثر من رؤية حيادية موضوعية تجاه أدبهم,الأمر الذي أوقعها في مفارقات عديدة خاصة أثناء الحديث عن الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي,حيث بدت الفاروق في منتهى الغضب أثناء الحديث عنها,معتبرة إياها لم تكتب شيئا قيما بعد روايتها ذاكرة الجسد, ووصل الحد بها إلى الاعتذار من كل كتاب الجزائر لأنها قالت يوما إن مستغانمي أفضلهم وها هي تتراجع عن قولها!! المذيعة التي لم تبد أنها متفاجئة بتصريحات فضيلة,أكدت أنها تشعر أنها في مظاهرة نسائية,لا في لقاء تلفزيوني,ورغم كل الآراء التي صرحت بها الضيفة,والتي بدت في أحيان كثيرة خارجة عن مألوف البرامج التلفزيونية,إلا أن ذلك لم يربك المذيعة,على العكس بدا أن هذه الحالة التي تريدها من الضيفة,التي كثيرا ما حاولت أن تدينها من فمها,فقد سألتها لماذا تبالغ بجرأتها,وهل لا زالت ستبدل العالم...?!! الأجوبة التي كانت تأتينا من الكاتبة كانت تتجاهل الاتهام,وتصر أكثر على إبراز تلك النزعة المصنعة من الاختلاف!! |
|