تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خرزة زرقاء لخاطر عيون فنانينا!

فضائيات
الأربعاء 9/4/2008
لميس علي

اذا ما قلّب المشاهد - مطلق مشاهد- ما بين محطات التلفزيون وحاول متابعة ما يمكن أن يتابع, قد يعمل عندها اللاشعور لدى متلقٍ حذق, فيحصل على مجموعة من المقاربات.. المقارنات تأتيه عفو الخاطر,

التي ليست في حقيقتها العميقة إلا عبارة عن تناقضات توضح شدة الاختلاف القائمة بين أسلوبين إعلاميين, أحدهما في مشرق الأرض, والآخر في مغربها.‏

مثال يوضح هذه المقارنة/ المفارقة, هو حضور الفنانين في البرامج الفنية والمنوعة, الذي أصبح أساساً متبعاً في كلا الإعلامين (عربي- غربي).‏

ولكن.. كيف تكرّست صورة الفنان في كليهما.. هل تتشابه.. تتناقض.. هل يبقى حضوره مستثمراً في الجانب المادي فقط.. أم هل هناك نوع من استثمار آخر ( فائدة أخرى) يتم التنبه لها- على الصعيد الإنساني العام مثلاً- يسعى اليها الفنان أو الجهة التي تستضيفه?‏

على ما يبدو أن الإعلام العربي لم يزل قاصراً في هذا الجانب, ويشاطره الفنان هذا القصور ففي الوقت الذي نشهد فيه نجوم السينما العالمية في برنامج ما, يقومون بأعمال إنسانية نبيلة حقيقية لا تبغي التجمل أو التملق, نُصدم بحضور تلعلع فيه أصوات الفنانين والفنانات العرب مقترنة بصورهم فاقعة التبهرج.‏

(تشارلز ثيرون) النجمة الهوليوودية,ظهرت في برنامج أوبرا, وهي تزور موطنها الأصلي جنوب إفريقيا, مساهمة بمحاولة انتشال هذا البلد من مجموع الظروف اللاإنسانية التي تحاصر مواطنيه ولاسيما فئة الأطفال والمراهقين, حيث التقتهم ثيرون, وحاورتهم عن آمالهم وعن موضوعات صحية شديدة الحساسية. كما أخبرتهم عن طفولتها السيئة وكيف أنها تعلمت من أخطاء أبيها, لتنصحهم نهايةً ألا يعتقدوا أنهم أقل من غيرهم لمجرد أنهم من مجتمع ريفي بسيط, فهذا لن يحول دون تحقيق طموحاتهم..‏

أنشأت ثيرون, رغبة منها بمساندة أبناء موطنها الذين يفتك بهم مرض الإيدز, عيادة متنقلة تطوف المزارع الفقيرة,لإجراء فحوصات مجانية للكشف عن مرض الإيدز.‏

صورة ثيرون التي نسوقها مثالاً عن النجوم العالميين,ممن يخدمون مجتمعاتهم قولاً وفعلاً, لن يستطيع نفس المتلقي الحذق ذاك, إيجاد صورة مقابلة لها في العالم العربي..‏

مؤخراً برنامج (إنت مين) يحاول جاهداً ( جرّ أرجل) ضيوفه الفنانين لهكذا نشاطات اجتماعية إنسانية, ولهذا سننعم برؤية إحدى المطربات العربيات وهي تتواضع فتزور مركزاً لأطفال التوحد, وأخرى تقوم بزيارة لأطفال مرضى السرطان.‏

ومع هذا تبقى صورة هؤلاء الفنانات باهتة, تفتقر الجدية والرغبة, وصدق المحاولة في تكريس مثل هذه النشاطات وجعلها حقيقة ثابتة على أجندة مواعيدهم وأعمالهم.‏

بعيداً عن خزعبلات برامجنا, التي تقلد برامج الغربيين بشكل ممسوخ, فإن جلّ ما يذكره المتلقي من اجتهادات الفنانين انفسهم هي صورة لفنانة يعلو صوتها في التأكيد على أنها المطربة رقم واحد في الخليج العربي, وآخر يؤكد أنه تميز عن زميله وتفوّق عليه في أداء ذات الشخصية التاريخية في جزء ثانٍ من المسلسل نفسه.‏

حقيقة..يحتاج هكذا نوع من نجوم الفنانين عندنا, إلى خرزة زرقاء تزين صدورهم, وربما احتاجوا إلى صفّ خرز يزين أعناقهم, يكفيهم شرّ حسد الهوليووديين الغيورين أولئك..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية