|
شباب وهل دائماً يكون شباب اليوم على حق عندما يقولون:الحياة لا تقيم في منازل الأمس..فمع تغير مفاهيم العائلة مع الوقت الذي شهد الهجرة للعمل ,واقتحام المجهول في العوالم البعيدة الأخرى, وما فيها من مجتمعات غربية ومتنوعة ,اختفت صورة الجد والجدة وقصصهما الخرافية ,وسقطت العادات والتقاليد ومعها شبح كبير العائلة الذي كان مرجعاً لا غنى عنه.. ليطرح السؤال هنا أين الكبار في حياتنا? هل نعود إليهم في أمورنا ومشكلاتنا ونطلب النصيحة ?أم أن جيلهم ولى إلى غير رجعة وهل حقاً ما يقال إن عدم الاتفاق بين جيل الأمس وجيل اليوم هو أقصر مسافة بين فكرين هو حقيقة وواقع ملموس? لا يمكننا اسقاط كبار السن من حياتنا بهذا يعلق اياد الغادي وهو طالب سنة رابعة أدب انكليزي على علاقة شباب اليوم بجيل الأمس فيقول:أحب أن استمع إلى خبرتهم وأن أعمل بمشورتهم وأثق بحكمتهم وبتبصرهم المستقبلي ,شباب اليوم وعلى الرغم من أنني منهم إلا أنه يؤسفني القول إنه طائش ولا يهتم إلا بالمظاهر السطحية ولا يعمل حساباً لمن هو أكثر منه خبرة ومن الجميل أن يعلم جميع الأهالي أولادهم كيف يحترمون ,كبار السن ومتى يلجؤون إليهم عندما يحتاجون إلى النصيحة لأن أغلب جيل اليوم يظن أن رأيه هو الصحيح وإن ما يقدمه كبار السن لهم من رأي لم يعد يصلح اتباعه في عصر السرعة لأنه رأي ناتج عن تقاليد وأفكار بالية أكل عليها الدهر وشرب . أما سعيد الأحمد 27 عاماً مهندس يرى أن اختلاف تطور الزمن ومتطلباته بين جيل الأمس واليوم يجعل من الصعب التقاء أفكارهما فيقول:إن أفكار المسنين على الرغم من خبرتهم الطويلة في التفاصيل الحياتية المتنوعة ,لا تتوافق مع الأفكار العصرية لشباب اليوم ,وتفصلنا عنهم أكثر من أربعين سنة فمن الطبيعي أن يختلف عصرهم عن عصرنا وتقاليدهم عن تقاليدنا, غير أن هذه الحقيقة وعلى الرغم من إيماني بها إلا أن هذا لم يمنعني من استشارة قريب لي طاعن في السن في موضوع دراستي لطالما كنت أثق بحكمة ,وبرأيه وقد أثبتت النصيحة التي قدمها لي أنه أهل لثقتي حيث تسلحت برأيه وبدأت دراستي وتفوقت وكأني بالتفوق ذاك أبرهن على صواب نصيحته ليضيف سعيد هنا وكأنه بدأ يقتنع أن لكبار السن وإن اختلف الزمن رأياً قد يكون صائباً ربما يصبح زمنهم قديماً بالنسبة إلينا ,إنما تستمر حكمتهم في حياتنا الإنسانية البعيدة عن تكنولوجيا العصر. وعلى الرغم من أن جيزيل 28 عاماً هندسة كمبيوتر تعتبر نفسها متحررة إلا أنها تحب كبار السن وتحترمهم وتشعر بارتباطها الآسر بهم فتقول صورة والدي وهو يقبل يد جدتي بحب وحنان لا تفارقني, علمتني تلك الصورة أن أكن لذلك الجيل المودة والتقدير, وعلمتني كذلك أن أعود إليهم كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك وتضيف جيزيل: رفضت في بداية حياة المراهقة تبني آراء من هم أكبر مني سناً ,لأنني اعتبرت نفسي أكثر نضجاً منهم ,فأنا أعيش في عصر التحرر والاستقلالية, وشتان ما بين جيلنا وجيلهم إلا أنه وبعد أن وقفت في أحد مطباتها وتجاربها الفاشلة, وجدت نفسي ألجأ إليهم متوسلة المساعدة ولم أستطع الخروج من هذه المشاكلات إلا بمشورة جدتي التي وجدت فيها حين ذاك الصدر العطوف والعقل الكبير في آن معاً, عندها عدت إلى جذوري وانتمائي ,وأصبحت علاقتي بهؤلاء الكبار متواصلة ومتماسكة ومترابطة جداً. أما سلمى رمضان فتؤكد أن الاستقلالية التي بات يتمتع بها شباب اليوم قد يكون لها دور كبير في رفض أفكار كبار السن فتقول:زادت هذه الأيام استقلالية أفراد الأسرة عن حدها وزاد معها رفض جيل اليوم أفكار كبار السن, بعكس جيل آبائنا الذي لم يجرؤ يوماً على اتخاذ قرار منفرد ولا سيما في موضوع الدراسة أو العمل أو الزواج فهو تربى في حضن أهله ,ولم يتغرب في أصقاع الدنيا مثل شباب اليوم حيث قديماً وكما يروى لنا كان الجميع يعيش في بيت واحد وعلى رأي واحد بينما أحوال الأسر تبدلت اليوم حيث صار كل واحد منا يعيش في مكان يقرر وحده وينفذ وحده ويتحمل مسؤولية النتائج المترتبة وحده أيضاً . وأخيراً في وقت لم يترك فيه العصر الحديث مكاناً للتواصل الأسري حيث لم يكن هناك دور للأهل في حياة أولادهم فصرنا نرى أنه من الطبيعي أن يعاند الابن والده ,وتخالف الفتاة رأي أمها, فهل سيكون هناك متسع لصورة الجد والجدة ,وحكمة كبار السن كمرجع لا غنى عنه في شتى أمور الحياة. |
|