تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأقار ب عقارب في الزواج.... فهل يبتعد عنه الشباب?

شباب
الأربعاء 9/4/2008
فاتن حسن عادلة

لا تزال مجتمعاتنا متمسكة بأعراف وتقاليد لها نتائج مؤذية كزواج الأقارب مثلاً, الذي يؤدي تكراره لأمراض جسدية وعقلية,

ويحدث هذا حتى بين أوساط المثقفين والمتعلمين, فهل تغيرت الحال مع الأجيال الجديدة? وتكونت قناعة جديدة حول هذا الزواج, وفي حال تم الزواج هل يقومون بالتحاليل الطبية كي لا تحدث مأساة إنسانية? وهل هم بالفعل يتابعون ويشاهدون برامج علمية وطبية للتوعية? هذا ما حاولنا رصده.‏

عهد كيوان 25 سنة موظف يقول: لا أعرف معلومات علمية دقيقة ولكن ما أعرفه مع تكرار زواج الأقارب ننجب أطفالاً بعاهات وأمراض تنتقل ومن الواجب على الشباب أن يقوموا بالفحص الطبي حتى لو لم يكونوا أقرباء.‏

احتكار الزواج‏

أنا لا أميل إليه أبداً ولا أستطيع أن أقترن بابنة عمي أو قريبة لي هذا ما يؤكده رامي م 27 سنة ويضيف: لقد تغير الكثير من المفاهيم الاجتماعية والتقاليد نتيجة تطور وسائل الاتصال وثورة الفضائيات, ونسبة الأمراض الناتجة عن زواج الأقار ب كبيرة فهناك زواج المقايضة ومقولة إن ابن العم أولى من الغريب وهذا خطأ وسلبي, فالمفروض أن يكون عصرنا تجاوز هذه العادات الخاطئة التي أدخلت مفهوم الاحتكار إلى الزواج فمن حق الطرفين اختيار شريك الحياة المناسب.‏

من واقع الحياة‏

هذا ما تؤكده /سماهر جويهرة/ 21 سنة أدب فرنسي بقولها: إن ابن خالتها تزوج من ابنة عمه ولديها أربعة أولاد أكبرهم نموه غير طبيعي واستيعابه بطيء, هذا ما ترك أثراً كبيراً في نفسي كي ابتعد عن الاقتران بأحد أقاربي.‏

وحول مشاهدتنا لبرامج تختص بهذا الموضوع تقول: أنا أشاهدها وأسمعها بالمصادفة ومع ذلك أرى أن سلبياته أكثر من ايجابياته فأولادنا سيعانون مستقبلاً من أخطائنا.‏

أما مالك وهو طبيب أسنان ومتزوج من ابنة خالته فينصح الشباب بالقيام بفحوصات الدم فإذا تبين وجود أي مشكلة فإنهم بحاجة للقيام بفحص الخلايا الوراثية (الكروزومات) رغم أن هذه التحاليل صعبة لندرة المراكز التي تقوم بها ولكلفتها العالية لذلك يتوجب على زملائي الاهتمام بالبرامج الثقافية والوثائقية والطبية لزيادة الوعي والتوعية والابتعاد عن البرامج السلبية فهي مضيعة للوقت‏

وتشاركنا سيدتان حول هذا الموضوع لتؤكدان: هناك الكثير من الشباب وممن هم متعلمون ومثقفون وغير ملتزمين بما يقدم إليهم وهم يملكون أو يوجد بين أطفالهم حالات أطفال معوقة تحتاج للمعالجة نتيجة لإهمالهم.‏

1- السيد أنس حبيب مسؤول المشاريع في جمعية تنظيم الأسرة يؤكد تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا وخاصة في ريفنا حيث يلعب القانون العشائري والقبلي دوراً كبيراً في ترسيخه ما يؤثر سلباً على الإنسان, هذا ما لاحظناه من خلال وجود حالات إعاقة بين أفراد الأسرة عند زيارتنا لعدة قرى ويضيف أن لهذا الزواج أهدافا مصلحية تتعلق بعدم خروج الثروة لتبقى ضمن العائلة وهذا ما يؤثر سلباً على الاقتصاد. فتجميد الثروة يؤدي إلى ركود اقتصادي وتفتيتها يؤدي لانتعاش اقتصادي هذا ما يؤكد أن الابتعاد عن هذا الزواج هو حالة صحية علمياً ودينياً.‏

فزواج الحيار والمقايضة يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي للعائلتين إذا حدثت أي خلافات بين أحد الطرفين (الزوجين)‏

فنحن كجمعية تنظيم الأسرة نقوم بشكل سنوي بتنفيذ مشاريع للحد من انتشار هذه الظواهر (الزواج المبكر - الأقارب - أهمية تعليم الفتاة - عدم التمييز بين الجنسين - أهمية الإرضاع الطبيعي والكشف المبكر عن الأمراض).‏

وبالنسبة للأبحاث النوعية فهي من أصعب الأبحاث حيث إنه من الصعب تقييم السلوكيات المجتمعية, فتغيير أو تعديل السلوك الإنساني يحتاج لوقت طويل من (سنة إلى 10 سنوات).‏

ويمكن أن نقول إن الإعاقة ليست محصورة بالناحية الجسدية وإنما تتعداها لأشكال متعددة كالتخلف العقلي والخمول الذهني وانخفاض الذكاء عند مواليد زواج الأقارب مقارنة مع غيرهم من الأباعد, وإذا كان لا مفر منه بالإصرار فيجب على الطرفين اتباع تحاليل طبية للتأكد من صحة الزوجين الإنجابية.‏

-ولمعرفة المزيد حول الموضوع وإذا ما كان هناك أي معلومات وأبحاث إضافية توجهنا إلى الدكتور /خالد البرادعي/ مدير الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الذي قال:‏

صحيح أن توعية الشباب لها دور أساسي في الإقبال وتطبيق برنامج الفحص الطبي قبل الزواج لماله من فائدة طبية واجتماعية واقتصادية على أنفسهم والمجتمع حيث تم تطبيق هذا البرنامج بشكل أولي بمحافظتي حماة وطرطوس وكان الاقبال جيداً وذلك لتقبل الأهالي للفكرة.‏

والآن فإن الوزارة تتجه لتعميم التجربة على كافة المحافظات باعتماد هيكلية لهذا البرنامج بالتعاون مع نقابة الأطباء, فتم اعداد الاستمارات والتقارير والسجلات الخاصة إضافة لاعتماد معايير خاصة بإحداث المخابر التي ستتولى إجراء الفحوصات الخاصة قبل الزواج, وهناك نشاطات سيتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الإعلام لتسويق هذا البرنامج للمواطنين لضمان إقبالهم وتقبلهم للفكرة ومساعدتهم لنا عند البدء بتطبيقها, فتجاربنا السابقة تؤكد أن التوعية الصحيحة والصحية للمواطن بشكل عام والشباب خاصة لها مردود إيجابي وممتاز على الوضع الصحي وأكبر مثال التوعية ضد مرض الإيدز والتزام الشباب بكافة التعليمات الخاصة بالوقاية منه ودليل ذلك ندرة انتشاره في بلدنا مقارنة بدول الجوار والدول العربية الأخرى. أيضاً من ضمن النتائج التي حصلت عليها وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات المعنية, التزام المواطنين بتطبيق كافة الارشادات والنصائح وخاصة بحملات التلقيح الوطنية وحملات الصحة الانجابية وبرامج تعزيز أنماط الحياة الصحية, ومكافحة التدخين والاجراءات الوقائية ضد انفلونزا الطيور حيث لم تحدث أي حالة من هذا المرض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية