|
شباب فهذا الشاب الطموح الذي تحدث لساعات عن مشروعه, كان مثالاً يحتذى به من التنظيم والدقة في كل شيء, فقد استثمر خبرته بالبرمجيات ليؤسس لمشروعه عبر شركة للدوبلاج والموسيقا في عام ,2003وللتعرف على مشروعه أكثر وكيفية استثمار معارفه كان لنا الحديث التالي الذي عرض فيه لمراحل كثيرة من عمله وما يريد أن يحققه في الأيام القادمة.. وأول الأسئلة كان, ماذا يعني لك الوقت? الوقت هو الخزينة التي يمتلكها كل إنسان, إنه خزينة المعرفة والعلم والإتقان والثقافة والمال وإذا تحقق لكل واحد منا هذا المعنى.. فلن نجد أن هناك سبباً يجعل أحدنا فقيراً فيما يرغب أن يكون غنياً به.. أريد القول أن هناك الكثيرين منا لا يعلمون أنهم يمتلكون هذه الخزينة أصلاً.. أو ربما قد أضاعوا مفتاحها. > ما نظام التزمين.. وما ميزاته? >> إنني مؤسس ومدير شركة دوبلاج معروفة الآن, وقد عملت في الإشراف وإدارة الدوبلاج منذ ما يقارب العشر سنوات, وكنت ألتزم بما سبقني إليه أهل الخبرة من ضوابط هذه المهنة. وبحكم دراستي للرياضيات.. وبحكم تجربتي المتواضعة في مجال البرمجة في أوائل التسعينيات واطلاعي على مبادىء البرمجة والخوارزميات وولعي الشديد في تنظيم الآمور الإدارية تبين لي أن هناك فرصة كبيرة لاختزال زمن تنفيذ عملية الدوبلاج دون التأثير على جودة العمل بل رفعها. كانت الفكرة هي توفير بيئة برمجية يمكن من خلالها إدارة عملية الدوبلاج ,ولا سيما أنه لنا تجربة سابقة ناجحة في تنفيذ برنامج يساعد في تطبيق المؤثرات الصوتية على الأعمال الدرامية والرسوم المتحركة. > كيف كانت البداية? >> بدأنا في الشهر الخامس من عام 2006 بتجربة برمجية صغيرة وقد نجحت, فكان القرار بمتابعة هذه العملية البرمجية الطويلة والمجهدة, التي لم نعتمد في تنفيذها على التقليد أو الاقتباس من أي برنامج حاسوبي سابق وقد حققنا الكثير من الإنجازات التي أدت إلى تغيير مفهوم إدارة عملية الدوبلاج التقليدية وأذكر من أهمها: التفريغ الآلي لشخصيات العمل من النصوص ذات الصيغة الرقمية (مهما كانت اللغة ومهما كان تنسيق النص). التوزيع الآلي لشخصيات العمل على عدد محدد من الممثلين (وفق الضوابط الاحترافية) القراءة الافتراضية للنص بغية معرفة صلاحيته للتسجيل من حيث قياس طول الجملة (مهما كانت اللغة). عرض الجمل أمام الممثل على شاشة ضمن بيئة برامج التسجيل الصوتي, مع التحكم الكامل بتوقيت ظهور الجمل واختفائها والانتقال السريع إلى الجملة التالية أو السابقة (مهما كانت اللغة). توفير التقارير التفصيلية عن جميع جزئيات عملية الدوبلاج (قبل وبعد) تنفيذ العملية للمساعدة في اتخاذ القرار المناسب ورصد أماكن الخلل إن وجدت. اللوحة البانورامية لجميع مفردات العمل مع الصور التوضيحية للشخصيات وغيرها الكثير من التقنيات المبتكرة والمزايا التي لا يتسع المجال لسردها. > ما النتائج التي يقدمها (نظام تزمين)? >> - الاختصار الكبير في الزمن لجميع مراحل عملية الدوبلاج. - التوفير الكبير في المال.. كنتيجة حتمية لاختصار الزمن. - تأمين البيئة اللازمة للتركيز على النواحي الفنية في التنفيذ. - التقليل إلى درجة الإلغاء للأخطاء التي تظهر في جميع مراحل الطريقة التقليدية المتبعة في الدوبلاج. - التوفير الكبير في أوقات الممثلين والفنيين والإداريين. إننا نعمل منذ مايقارب السنتين باستمرار, ودون توقف على تطوير (نظام تزمين) ولدينا قائمة طويلة من الأفكار التي تنتظر التنفيذ. ويجدر الذكر أن (نظام التزمين) يعمل حالياً في بيئة نظام التشغيل (Windowsxp) وما بعده, ولدينا خطة مستقبلية لدعمه وفق أنظمة تشغيل أخرى مثل (Mac) و (Linux) والخلاصة: إن نظام تزمين هو مجموعة من البرامج والخوارزميات المبتكرة, التي تؤلف نظاماً برامجياً جديداً لإدارة وتنفيذ عملية الدوبلاج من وإلى أي لغة في العالم, وهو منتج سوري خالص فكرة وتحليلاً وتصميماً وتنفيذاً. > هل يمكن تطبيق هذه الطريقة من التفكير على أعمال أخرى? >> أستطيع أن أجزم أن كل عمل يمكن أن نجد فيه ما يمكن تحسينه, فالعملية مستمرة وغير قابلة للتوقف عند حد, ويبقى على كل من يهتم بذلك أن يبحث عن تلك الأماكن وسيكون الأمر حتمياً دائماً.. على سبيل المثال, وقبل خمس سنوات لم يكن لأحدنا أن يتصور أن من يفكر بمنافسة شركة عملاقة مثل (مايكروسوفت) هو حتماً واهم. ولكن اليوم نجد أن شابين هما (سرغي براين) و(لاري بيج) استطاعا أن يفعلا ذلك من خلال موقع (غوغل) الذي يخيف تلك الشركة العملاقة ويؤثر عليها, فليس هناك من حاجز يمنع ,عملية التطوير والمنافسة مع الاستمرار.. > ماذا نعني بقولنا (خوارزمية)? >> الخوارزمية مصطلح ينسب إلى العالم الرياضي العربي (محمد بن مسلم الخوارزمي) ومعناه المبسط هو: (سلسلة العمليات المنطقية المحددة التي تؤدي بتسلسلها إلى أداء وظيفة أو أكثر نريدها) وأكثر ما يستخدم هذا المصطلح في عالم البرمجة. > ماذا يعني لك التطوير في العمل? >> إن التطوير هو روح أي عمل, فكل عمل ليس فيه تطوير هو ميت, أو في طريقه إلى الموت عاجلاً أم آجلاً. والتطوير لا يأتي من التقليد أو الاستيراد الجاهز للتقنيات والأفكار والأدوات, وإنما من الإبداع الخاص الذي يمكن أن يتوفر في أي مجال من مجالات العمل, إذا توفرت درجة الاهتمام والمتابعة الدورية. إن الوصول إلى المعادلة المثالية التي بموجبها نحصل على (زمن التنفيذ الأقصر- والكلفة الأقل- الجودة الأعلى) هي مفتاح النجاح لعملنا, وفيها تكمن المنافسة الشريفة دائماً. > ما أثر العمل ضمن فريق جماعي? >> رغم أنني مقتنع بلغة الرياضيات أن واحداً يساوي اثنين, فإنني مقتنع أن عمل شخصين معاً ليس كذلك.. وقد وجدت هذا جلياً في تجربتي التي أديرها, فما نفعله كفريق هو أكبر بكثير من جهد كل منا.. ولكن العمل ضمن فريق يحتاج إلى عوامل كثيرة ,ليست للأسف سائدة في أولويات تفكيرنا, فقد غلبت علينا فكرة البطل الذي يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده. وتتلخص روح العمل الجماعي من وجهة نظري بشرطين الأول هو مشاركة الجميع في الاتفاق, والثاني الالتزام في تطبيق ما تم الاتفاق عليه ,وسقوط أحد الشرطين يلغي العمل بروح الجماعة. > ما الذي تطمح إليه في المستقبل? >> ما أطمح إليه في المستقبل, هو أن أكون أحد المشاركين في إلغاء (قاموس الإحباط) من حياتنا, فالألفاظ المحبطة مثل: (مستحيل, الظروف لا تساعد, إنهم يفعلون, لن نلحق بهم, من نحن) تلعب دورا تخريبياً في ثني عزم الشباب عن فعل ما يستطيعون فعله. ولا أبالغ إن قلت إن الفارق الحضاري بيننا وبين الغرب المتطور تكنولوجياً ,لا يقاس بالسنوات (كما يسوق البعض) فإذا أردنا أن نلحق بهم ,فعلينا أن نغير فقط طريقة تفكيرنا, وسندركهم. بقي لنا من القول إذا كانت رحلة الميل تبدأ بخطوة.. فإن رحلة الزمن وتكثيفه عند نبيل الدقاق تبدأ بخزنة لا تنضب, إذا استثمرت بذكاء (الوقت) وما أكثر ما رددنا تلك العبارة التي تصلح لكل زمن- (الوقت كالسيف إذا لم تقطعه.. قطعك). |
|