|
البقعة الساخنة ماخفي منها وما انفضح, فإذا كان نشر الديمقراطية هدفاً معلناً للاحتلال فقد سقط سقوطاً مروعاً والدلائل بادية للعيان في النتائج الأمنية والسياسية التي وصل إليها العراق والعراقيون يعيشون اليوم أسوأ فصولها, وإذا كان النفط هدفاً متخفياً فقد سقط بدوره, إذ لا ينتظم نهب هذه الثروة من دون أمن واستقرار الاحتلال, وبالتالي, لاشرق أوسط جديداً بتركيبة جيوسياسية مختلفة وفق المزاج الاميركي بعد الهزيمة الاميركية الاسرائيلية المشتركة امام صمود المقاومة في عدوان تموز .2006 اذاً فالحال الاميركي في المنطقة متعطل بالتقارير وبالوقائع معاً, ولعل الولايات المتحدة لم تشهد في تاريخ اداراتها المتوالية أوضاعاً أكثر حرجاً وإخفاقاً مما هي عليه اليوم في ظل ادارة سياسية هي الاحمق, لاتلبث الانخراط في ورطة حتى تنزلق إلى أخرى, وينزلق العالم معها, والمنطقة العربية في المقدمة . غير أن ذلك كله لايعني المراهنة مجدداً على امكانية أو احتمال أن ترتدع هذه الادارة عن سياساتها وهي ترى ماصنعته بأيدي قادتها وصناع القرار فيها, إذ كيف للحماقة أن تتحول فجأة إلى نباهة في عقل سياسي واحد? الأرجح, أن يراهن المرء على ماهو من طبيعة ومكونات تلك الإدارة, وأن يتوقع من الحماقة ألا تنتج ... سوى الحماقة, كي يستقيم منطق النقاش ومنطق الاحتمالات معاً. ولأننا لانتوقع رحيلاً اعتيادياً أو هادئاً لإدارة تتصف بهذه المواصفات كإدارة الرئيس بوش, المشبعة بالجنوح والضجيج, فإننا بالمقابل نتحسب لما يمكن أن تجنح إليه هذه الإدارة المفترسة والمجروحة في آن معاً, ولو في أيامها الأخيرة, خاصة أنها وطيلة سبع سنوات مضت .. أعيت من يداويها !! |
|