تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لغة جديدة

البقعة الساخنة
الخميس 9-4-2009م
أحمد حمادة

لا يزال الرئيس الأميركي باراك أوباما يرسل المزيد من الاشارات الايجابية لتصحيح علاقة بلاده بالعالم عموماً والعالم الاسلامي على وجه الخصوص،

ومؤكداً على اتخاذ نهج جديد يختلف كلياً عن ذاك الذي درجت عليه ادارة حمقاء قادت الولايات المتحدة الى مرحلة الافلاس المالي والأخلاقي، ودبت الفوضى في أرجاء العالم برمته.‏‏

فبعد أن أصدر قراراً بإغلاق معتقل غوانتنامو خلال عام ومنع أساليب التعذيب التي قامت بها أجهزة الاستخبارات بذريعة الحرب على الارهاب أدرك أوباما أن مصلحة بلاده تتلخص بعلاقات جديدة مع جميع بلدان المنطقة والانفتاح عليها واعتماد الحوار وتبنيه والاصرار على مبدأ «حل الدولتين» في الصراع العربي-الاسرائيلي رغم تصريحات حكومة نتنياهو العنصرية برفض هذا المبدأ أو اعتمادها لغة متطرفة وتنسف أي أمل بالسلام.‏‏

وخلال زيارته الأخيرة لتركيا (أول بلد اسلامي يزوره) أكد أوباما أن بلاده لن تكون أبداً في حرب مع العالم الاسلامي وأن شراكة أميركا مع هذا العالم هي في غاية الأهمية ،وأن العلاقة بين الطرفين لن تكون مبنية على «محاربة الارهاب» بل على الاحترام والمصالح المتبادلة والبحث عن قواسم مشتركة وتحترم الرأي الآخر حتى في حالة الاختلاف وستعبر أميركا عن تقديرها الكبير للاسلام الذي شارك على مدى القرون في صياغة العالم.‏‏

كلمات تختلف جذرياً عن اتجاهات التطرف التي كانت سائدة في مرحلة بوش الابن مثل «من ليس معنا فهو ضدنا» «وحربنا العادلة ضد الارهاب» و«صراع الحضارات» وغيرها، لكن يبقى الأهم هو أن يتمكن أوباما من تنفيذ أقواله وتصريحاته وبرنامجه الاصلاحي الذي انتخبه الشعب الأميركي لتحقيقه لأن تجارب التاريخ تؤكد أن المحافظين الجدد وامتداداتهم في الشركات الاحتكارية الكبرى من سلاح ومال ونفط وفي الأجهزة التي تقود الولايات المتحدة من البيت الأبيض الى الكونغرس والبنتاغون والسي آي ايه هي التي تحدد سياسة أميركا وعلاقاتها فضلا عن تحكم اللوبي الصهيوني وذراعه الايباك بمعظم قراراتها!!. ahmadh@ureach.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية